تستهل اليابان حملة الدفاع عن لقبها بطلة لآسيا في كرة القدم بلقاء عمان اليوم الثلاثاء في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة التي تقام في تشونغ كينغ ضمن النسخة الثالثة عشرة المقامة في الصين حتى 7 آب - أغسطس المقبل، وتشهد المجموعة أيضا اليوم مباراة يكتنفها الغموض بين إيران وتايلاند على الملعب ذاته.
وسجلت أكثر من مفاجأة حتى الآن في اليومين الاولين للبطولة، فانتزعت البحرين التعادل مع الصين 2 -2 وخسرت قطر أمام إندونيسيا 1-2 في المجموعة الاولى، وسقطت السعودية وصيفة بطلة النسخة الماضية والمرشحة للقب في فخ التعادل امام تركمانستان 2-2 وفي مباراة أخرى خسر العراق امام أوزبكستان صفر-1.
وإذا كان المدرب الفرنسي فيليب تروسييه (مدرب قطر حالياً) الذي قاد اليابان الى اللقب في الدورة الماضية بدأ العد العكسي لتوديع البطولة بعد خسارة قطر امام اندونيسيا، فان المنتخب الياباني سيبدأ مهمته غدا رافعا شعار تكرار انجازه ومعادلة الرقم القياسي لعدد الالقاب في البطولة الذي تتقاسمه السعودية وايران برصيد ثلاثة القاب لكل منها.
ويختلف الوضع كثيرا بالنسبة الى منتخب اليابان بين عامي 2000 و2004 ففي منتصف الفترة تقريبا استضافت اليابان وكوريا الجنوبية المونديال وتحديدا عام 2002 وحقق المنتخبان المضيفان حينها انجازين مهمين لبلديهما، الاول ببلوغه الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه بقيادة تروسييه، والثاني نصف النهائي للمرة الاولى على الصعيد الآسيوي أيضاً.
ولم يعرف المنتخب الياباني النجاح السابق بعد ان انتقل الاشراف الفني من المدرسة الفرنسية الى البرازيلية بقيادة النجم الدولي السابق زيكو، لكن البطولة الآسيوية قد تظهر قدرته على الالتزام بوعده بقيادته الى تحقيق الانجازات لانه يريد اعتزال التدريب بعد مغادرة اليابان.
ولم يُظهر زيكو (49 عاماً) حتى الآن في عالم التدريب الموهبة ذاتها التي جعلته واحدا من ابرز نجوم منتخب البرازيل حيث شارك في ثلاثة مونديالات اعوام 78 و82 و1986 لكنه من الاسماء التي تحظى بشعبية في اليابان حيث توجه اليها بعد اعتزاله اللعب دوليا للاحتراف في صفوف كاشيما انتلرز ونجح بتسجيل ثلاثة اهداف في اول مباراة له مع الفريق عام 1993م.
ولم تكن بداية زيكو على قدر الامال مع المنتخب الياباني لكنه أُعطي الوقت الكافي لتطبيق اسلوبه، وواجه بعض الانتقادات مطلع العام الحالي بسبب النتائج المتواضعة خصوصاً في مستهل التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال المانيا عام 2006م.
ولا تملك اليابان تاريخا كرويا حافلا لان التطور الفعلي لمنتخباتها بدأ منذ سنوات قليلة فقط، لكن ذلك كان كافيا لاحراز منتخبها لقب بطل اسيا مرتين عامي 1992 و2000 على حساب السعودية بالذات، ما يجعله من اقوى المرشحين للقب هذه المرة.
واعتبر الجميع ان المجموعة الرابعة هي الاقوى في البطولة، لكن احدى بطاقتي التأهل إلى النهائيات قد تكون محجوزة الى اليابان سلفا من الناحية المنطقية، لكن كرة القدم لم تعد تعترف بالمنطق بعد النقلة النوعية التي طرأت على مستوى العديد من المنتخبات ومنها المنتخب العماني الذي قد يكرر ما فعلته البحرين في المباراة الافتتاحية.
وتواجه المنتخبان الياباني والعماني قبل اشهر في الجولة الاولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2006 وحقق الاول فوزا صعبا بهدف وحيد للبديل تاتسوهيكو كوبي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في سايتاما اليابانية، أي ان العمانيين سيضعون الرهبة جانبا وسيلعبون من اجل الفوز او انتزاع نقطة على الأقل.
وسيغيب كوبي عن البطولة بعد تعرضه الى إصابة ركبته مع انه سجل ستة أهداف للمنتخب في المباريات الست الاخيرة له.
ويفتقد زيكو ابرز العناصر اليابانية المحترفية في اوروبا، فيغيب هيديتوشي ناكاتا الذي انتقل أمس من روما الى فيورنتينا العائد الى الدرجة الاولى الايطالية (غاب ناكاتا عن الدورة الماضية في لبنان أيضا) بسبب الاصابة، كما فضل المهاجم اتسوشي ياناغيساوا الالتزام بتدريبات فريقه ميسينا الايطالي على خوض النهائيات الآسيوية.
واختار الاتحاد الياباني اشراك النجمين جونيشي ايناموتو لاعب فولهام الانكليزي وناوهيرو تاكاهارا لاعب هامبورغ في دورة الالعاب الاولمبية في اثينا الشهر المقبل بدلا من كأس آسيا، وستكون عناصر التشكيلة اليابانية في معظمها من لاعبي الدوري المحلي، وسيضطر زيكو الى الاعتماد على ثلاثة مهاجمين فقط هم تاكويوكو سوزوكي وماساشي مولوياما وكيدي تومادو.
في المقابل يسعى المنتخب العماني الى تأكيد قدراته في مشاركته الاولى في النهائيات الآسيوية بعد ان حقق نتائج لافتة في التصفيات وتصدر المجموعة الخامسة أمام كوريا الجنوبية.
ويدرك العمانيون انهم لن يخسروا شيئاً في هذه البطولة ولذلك رفعوا شعار تقديم عروض جيدة لتعويض فقدانهم فرصة التأهل الى اولمبياد اثينا في الجولة الاخيرة من التصفيات لصالح العراق بعد تعادلهم مع الكويت صفر - صفر وفوز العراق على السعودية (3-1).
ولا تحمل كأس آسيا الاخيرة ذكرى جيدة بالنسبة الى المدرب التشيكي الخبير في الكرة الخليجية والآسيوية ميلان ماتشالا لانه أُقيل من الادارة الفنية للمنتخب السعودي بعد الخسارة امام اليابان 1-4 في الجولة الاولى.
ويعوِّل ماتشالا على عدد من المواهب العمانية منها الحارس علي الحبسي المحترف في لين النروجي، ومحمد ربيع وسعيد الشون وأحمد مبارك وحمدي هوبيس وفوزي بشير وهاشم صالح وبدر الميمني وغيرهم.
إيران - تايلاند
يقود الهداف المخضرم علي دائي الكتيبة الايرانية في نهائيات الصين سعيا الى الانفراد بالرقم القياسي لعدد الالقاب، لكن المهمة لن تكون سهلة لان جميع منتخبات المجموعة طامحة الى التأهل الى ربع النهائي وبالتالي ستكون المنافسة شرسة لحجز المركزين الاول والثاني.
ويجيد المنتخب الايراني دائما التعامل مع المناسبات الكبيرة لكنه لا يزال بعيدا عن امجاد الستينات والسبعينات عندما احرز اللقب ثلاث مرات متتالية اعوام 1968 و1972 و1976م.
ويدرك المدرب الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش صعوبة المهمة في المجموعة الرابعة لكنه أوضح ان لديه مجموعة من اللاعبين القادرين على تخطي الدور الاول، ففضلاً عن دائي هناك صانع الالعاب المميز علي كريمي هداف الدوري الاماراتي مع الاهلي، ومهدي مهداوي، ويحيى غول محمدي وحسين الكعبي وايمن مبالي وجواد نيكونام وحامد خافيانبور.
ويغيب عن المنتخب الايراني علي رضا وحيدي نيكباخت ومحرم نافيديكا بسبب الاصابة، فيما انسحب فرهاد مجيدي ثاني هدافي الدوري الاماراتي مع الوصل من التشكيلة.
ولا يمكن التكهن بنتيجة المباراة رغم التفوق الفني للمنتخب الايراني على الورق، لان المنتخبين وقعا في مجموعة واحدة أيضا في نهائيات لبنان قبل اربع سنوات لكن التقيا في الجولة الثانية وتعادلا 1-1 لكن إيران تابعت طريقها إلى ربع النهائي قبل ان تخسر أمام كوريا الجنوبية 1-2 فيما ودعت تايلاند من الدور الأول.
ولم تتخط تايلاند الدور الاول في البطولة الاسيوية في مشاركاتها الاربع أعوام 1972 و1992 و1996 و2000 سوى في المرة الاولى على ارضها عندما بلغت الدور الثاني (نصف النهائي).
|