Tuesday 20th July,200411618العددالثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

بين ذكرى نورماندي والرئيس الأمريكي ريجان بين ذكرى نورماندي والرئيس الأمريكي ريجان
محمد المسفر/ رئيس مركز الجريفة

لا شك أن بين ذكرى إنزال قوات الحلفاء على سواحل نورماندي بفرنسا لطرد القوات النازية ووفاة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية لا شك أن بينهما إنجاز مشترك لمصلحة المعسكر الغربي على الأقل إن لم نقل للنظام العالمي الحر.
عندما تحتفل دول الحلف ومعها الولايات المتحدة هذه الأيام بذكرى مرور ستين عاما على أكبر إنزال في العالم جرى لمائتي ألف جندي من قوات دول الحلف على سواحل مدينة نورماندي الفرنسية وهي بداية لتخليص كل أوروبا من الغزو النازي الذي كانت عساكره قد دخلت شوارع باريس فإنها تقول للعالم: نحن حررنا أوروبا والعالم من براثن النازية التي قادها هتلر ودول المحور وهذا إنجاز قادته الولايات المتحدة ودولها الحليفة وبدأوا تأسيس عالم رأسمالي هدفه نبذ الفاشية والاستبداد وإنماء عالم حر متحضر وفعلا تم ذلك وازداد المنضمون للحلف الغربي وكثر المعتنقون للثقافة الغربية والرأسمالية، لكن ما بقي عائقا لهذه الثقافة وهذه الحضارة التي اكتسحت العالم هو المعسكر الشرقي الشيوعي الذي شكل القطب الثاني في العالم و صاحب ذلك استمرار حالة الحرب الباردة بين هذين القطبين. وصار العالم يمر في فترات متقطعة بحالات احتقان وتوتر في ظل هذه الحرب الباردة السائدة بين القوتين أمريكا والاتحاد السوفيتي آنذاك وحصلت أحداث كادت أن تفضي بتصادم بين القوتين العظميين منها مشكلة خليج الخنازير وصواريخ كوبا وبعض الأخطاء في أجهزة الكمبيوتر بمراكز الاستشعار في قوة الصواريخ النووية لكلا البلدين وكان لوجود الخط الساخن بين موسكو وواشنطن دور كبير في تفادي بعض مسببات الرعب النووي وتعاقب الرؤساء الأمريكيون والحرب الباردة مستمرة والرعب النووي مستمر حتى جاء الرئيس الأمريكي رونالد ريجان إلى سدة الرئاسة عام 1980م وقد تعرض في بداية رئاسته إلى انتقادات بزعم أنه لا يفقه في السياسة فقد عرفه الأمريكيون من خلال أدواره التمثيلية في السينما الأمريكية وقد نجا في السنة الأولى من رصاصات جون هنكلي الذي اعتدى عليه ثم خاض ريجان معترك العمل الرئاسي وكان يحقق المكاسب لبلاده تلو المكاسب وهناك من اتهمه بأنه يعتمد على آرائه الشخصية في بعض القضايا السياسية واستمر ذلك الرئيس فارع القامة قوي البيان الذي اشتهر بقوة نبرة صوته عندما يدلي بأي حديث متلفز يحقق لشعبه إنجازات كبيرة على الصعيد المحلي مثل ازدهار التعليم والصحة وتخفيض البطالة كما استطاع احتواء الاتحاد السوفيتي وتفكيكه وكان مشروعه الشهير (حرب النجوم) الذي أفحم السوفيت وبالتالي ساهم ذلك في انهياره وقيل فيما بعد أنه مشروع وهمي قصد منه إخافة المعسكر الشرقي ومن ثم انهياره ومع ذلك استطاع ريجان أن يجر جورباتشوف لتخفيض الترسانة النووية عدة مرات كما استطاع أن يعيد هيبة أمريكا عالميا وبروزها سياسيا أكثر منها عسكريا فأحبه الأمريكيون ورشحوه لفترة رئاسية ثانية فرسخ مصالح أمريكا أكثر في كل مكان وفي عهده فازت المملكة بصفقة الأواكس الشهيرة والتي حاول اللوبي اليهودي والإسرائيلي منعها وكان ريجان بذلك يكرّس حرصه على المحافظة على العلاقة القوية مع أصدقاء أمريكا وقد استمرت علاقتها بالمملكة أكثر من ممتازة في عهده ومن بعده ويمكننا أن نصف نورماندي بأنها الفصل الأول في انتصار أمريكا وحلفائها على النازية، وعهد ريجان هو انتصار أمريكا وحلفائها على الشيوعية وتحويل العالم إلى قطب واحد رأسمالي سيدته الولايات المتحدة. وهو الفصل الثاني في انتصارها.
وختاما أتساءل: هل حضر بوش احتفالات ذكرى نورماندي ليذكر العالم بأمجاد أمريكا؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved