المراكز الصيفية لها الفضل الكبير بعد الله في احتواء عقول الشباب في أوقات فراغهم في الإجازات الصيفية. فهي تتبنى مسؤولية الحفاظ على عقول الشباب من لوثات التغريب والتخريب ويشرف عليها نخبة من فضلاء المجتمع دينا، ووطنية، وإخلاصاً.
وما تلاشت بعض صور الانحراف والسلوكيات الشاذة والتي تقع في فترة الفراغ إلا بفضل الله ثم بدعم وأنشطة المراكز الصيفية المتعددة. وإن الشاب ليقضي الأوقات الطويلة بين ردهات المركز مفجراً طاقاته، ومبدعاً في هواياته، ومتفننا في مواهبه. بل إن الشاب ليجد التشجيع المعنوي والمادي من مشرفي المراكز دعماً لقدراته ورقيا بمواهبه نحو الأفضل.
فكم اكتشفت مواهب مغمورة، وقدرات مهدرة. ولا ابلغ من ذلك الشاب الذي قال: وجدت على أرض المركز الصيفي فرصتي الوحيدة، أن أستفيد من الدورات التدريبية المهارية، المقامة فيه، حيث إنني من عشاق الدورات المهارية وذلك لدعم وتقوية قدراتي الذاتية والذهنية. وحيث إنني لا أستطيع دفع مبالغ خارج المركز حيث الدورات التي تقام هنا وهناك والتي ترهق كاهلي والتي أجدها في المركز بالمجان. أ.هـ وإن من أعظم الفرص المتاحة في المراكز الصيفية هي دورات حفظ وتجويد القرآن الكريم وتصحيح القراءة. وإنني في الحقيقة لست هنا بصدد ذكر محامد ومحاسن المراكز الصيفية، فالجميع يعرف ذلك إن لم يكن الجميع قد تفيأ ظلال المراكز. إن أبوابها مشرعة، وترحب بالجميع وتتشرف بزوارها سواء من أولياء أمور الطلبة أو غيرهم، وإنني أتساءل واقول: ماذا يمكننا أن نصنع بأوقات فراغ شبابنا أيام الإجازة؟ فهل نسمح لهم أن يسافروا خارج البلاد إلى بلاد الفساد ومواطن الريب؟ أم ندعهم يجوبون الطرقات والشوارع مفسدين ومؤذين المارة ورجال الأمن؟ أم ندعهم يتسكعون في الأسواق العامة. والمزدحمة بالنساء مغازلة وتحرشاً؟ أم نتركهم يرتادون الاستراحات والمقاهي.
أجرت إحدى المجلات المحلية لقاءً مع أحد المهتمين بمشاكل وهموم الشباب وهو سعادة الدكتور صالح محمد الونيان إمام وخطيب جامع الخليج، وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام وقد تحدث قائلاً: قد عملت سنوات في المركز الصيفي.. إلى أن قال: خرجت من المركز بتجربة ثرية، ومعلومات واقعية... وقال أيضاً: لو كنت مسؤولا عن المراكز الصيفية، لاتخذت شعارا لها (متعة الصيف) أ.هـ وصدق الشيخ بوصفه للمراكز الصيفية أنها متعة الصيف وليس من سمع كمن رأى، فلا يعرف حقيقة المراكز وجمالها إلا من انخرط بها وزاول أنشطتها المتنوعة، واستفاد من فرصها المتاحة والميسرة.
ونحن في هذه البلاد وبحمد الله نفتخر بالمراكز الصيفية ونتميز عن غيرنا من أن مراكزنا الصيفية لها قبولٌ وتشجيع من جميع فئات المجتمع الحاكم والمحكوم، العامة والمتعلم بل إنها تخص بعناية العلماء وطلبة العلم فلهم فيها مواعظ ودروس. وكان لسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله دروس في المراكز الصيفية وغيره من العلماء والقضاة، وعندئذ نقول لمن يشكك في نوايا المراكز الصيفية وفي مصداقيتها ونشاطها نقول له: لا مكان لتهمكم الباطلة وتشكيككم المشبوه. وأن هذه المراكز قد قامت على أهداف سامية ومقاصد نزيهة يشهد بها الجميع.
والله أسأل أن يحفظ أمن وإيمان بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل حاقد ومفسد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Email:
|