Tuesday 20th July,200411618العددالثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

اللئيم المتمرد اللئيم المتمرد
منيرة بنت صالح الدريعي / عنيزة

حينما ينكشف زيف الأخلاق، وتتطاير الأوراق وتتضح الحقيقة..!!!
يتاح لنا أن نقرأ حقائق البشر عن قرب، وعبر استنتاجات فورية مصحوبة بانفعالات تهزنا هزاً لأننا حرمنا من نعمة التمحيص..!!


يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وقال آخر:


لم يبق في الناس إلا المكر والملقُ
شوك إذا لمسوا زهر إذا رمقوا

نعم، نراهم يقتلون أنفسهم بكلامهم لأنهم يحملون بين أشداقهم ألسنة حدادا، تضخم أشياء تبدو لنا من بعد أنها تافهة يسيرة، فيتمنى الواحد منا لو تصدأ تلك الألسن في أحناكهم، فهذا خير من أن يحركوها بلا فائدة..!!
ألسنة نمامة، وأخرى كاذبة وثالثة مهلكة.
قال عمر بن عبد العزيز: التقي الملجمُ - فالبلاء موكل بالمنطق.
وقال ابن مسعود: (ما شيء أولى بطول سجن من لسان).
وأنس بن مالك: لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحترز من لسانه ولسان غيره.
فاحذر أيها الإنسان لسانك لا يضرب عنقك، فلربما كلام أقطع من حسام.
قال أكثم الصيفي: (مقتل الرجل بين فكيه)
نعم. ذلك اللئيم المتمرد كالنار تسري في الهشيم فهو لا يترك من السمعة الحسنة والفضائل الطيبة إلا رماداً متطايرا..!!
* قال الشاعر:


لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

أقول أنا: لسانك حصانك إن صنته صانك.
حقاً.. لقد تلفت الألسن وتولد لدينا الكثير من خيبة الأمل عندما تتساقط الأقنعة الزائفة من على الوجوه المتلونة بلون الدخان الداكن...!! وما ذلك إلا لكثرة لغطهم (فمن كثر لفظه كثر غلطه).
* قال الشاعر:


يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}، الصدق من متممات الإيمان ومكملات الإسلام وعلى عكسه الكذب الذي يقود أصحابه إلى مصارعهم، فالعجب كل العجب ممن يصلّون ويصومون ويكذبون..!!
والعجب كل العجب ممن يتبجحون ويزيفون الحقائق بكذبة والحقائق واضحة كسطوع الشمس في حلك الظلام..!!
قال الشافعي: (كن جحيماً لعل الشوك يحترق) فإن دعتك الضرورات لعشرتهم فكن جحيماً لعل الشوك يحترق.. ياله من قول عظيم كعظمة صاحبه.
ومن الأقوال: عاشر الذئاب على أن تكون فأسك في يدك.
حقا لقد ميز الله الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل واللسان فمن خلالهما استطاع سيادة الأرض بلا منازع وقلة من نزه العقول والقلوب والألسن نراهم وقلة هم البعيدون عن الزخرف في القول والمصانعة والتملق نصادفهم..!! فهل خلت المعمورة منهم ؟؟؟
أم بقي الجبان المتذبذب؟؟
قال الشاعر:


ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم

انفصام إيماني وازدواجية في الأخلاق ومسلكهم في دنياهم مغلفة باللف والدوران، هكذا عاشوا في حياتهم.
وأتذكر ما قيل: (من ضاق صدره اتسع لسانه ومن أكثر أهجر) أي خرج إلى الهجر وهو القبيح من القول.
* قال شاعرنا:


وقد يرجى الجرح السيف برءُ
ولا برءُ لما جرح اللسان

حقاً، فنحن خلقنا من تراب وماء كما خلقوا هم وخلقتم.
فلا نستطيع القول في هؤلاء أكثر مما قلنا وقاله الشعراء.
الصمت حكم وقليل فاعله
والندم على السكوت خير من الندم على الكلام. ففي السكوت سلامة.
** ومضة انحناء السنبلة لا يرمز دائماً إلى انكسارها لان هناك انحناءات مشرقة عظيمة نعتبرها عملاً باسلاً جليلاً كانحناءاتنا لكبريائنا ولفضائل أخلاقياتنا.. فهذه ليست من ذل الانحناءات في شيء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved