Tuesday 20th July,200411618العددالثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الفكر الدخيل المضلل الفكر الدخيل المضلل
د. عبد الله المحمد الطيار

هذه البلاد المباركة - المملكة العربية السعودية - بلاد الحرمين الشريفين منطلق الرسالة ومأرز الإيمان ومعقل الدعوة كانت وما زالت ولن تزال بحول الله تنطلق منها جحافل الخير تحمل النور والخير والهداية للبشرية جمعاء فهي المؤهلة لهذا العمل العظيم فكتاب الله تنزل في أراضيها والرسول بعث في بطاحها والحرمان هما قلبها النابض.
لكنها - كغيرها - ابتليت بالحقد والحسد وقد أخذت نصيباً وافراً من الكيد والمكر من قبل الأعداء لأنهم يريدون لها ان تقف في وسط الطريق أذهلهم تماسكها وخنقهم أمنها وأقلق مضاجعهم الخير المتدفق منها.. فاجتهدوا في التأثير عليها عبر قنوات فاسدة وأفكار مضللة وشبهات واهية يحاول الأعداء تضليل أبناء هذه البلاد بتفريق الصف وخلخلة البناء وقد وجدوا من يعينهم ويخدمهم دون وعي أو بصيرة أو إدراك لمخاطر الأمور.
هذه التفجيرات الخطيرة التي وقعت في جنح الظلام تروع الآمنين وتسفك الدماء الطاهرة من المسلمين تعتدي على الحرمات والممتلكات نساء وأطفالاً وعجزة وعجائز لا ذنب لهم إطلاقاً ماذا سيقول الفاعلون إذا وقفوا أمام ربهم وجاء من قتلوه تتعب جراحهم يخاصمونهم هل سيحتجون بشبهة واهية أو فكر مضلل دخيل.
كيف تتضافر جهودنا جميعاً إذا حكم على شخص بالقصاص ونتعاون لإعتاقه مع انه أقدم على القتل كل ذلك حرصاً على حياة نفس وهؤلاء يقتلون العشرات دون ذنب أو جريرة.
أليس قتل المسلم من أعظم الذنوب التي يقابل بها العبد ربه يوم القيامة {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
رسولنا صلى الله عليه وسلم حذر من الظلم وأعلن في حجة الوداع ميثاقاً عجزت المنظمات والهيئات أن تصل إلى ما بدا فيه (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلغت) قالها (ثلاثاً) ها نحن إذا اعتدى شخص أو أشخاص على سرقة مال من بيت أو محل تجاري نعاقبه بقطع اليد رادعاً وزاجراً له وهذا من الرحمة به لأن هذا هو الجزاء المناسب له.
إن أمننا في بلادنا المباركة أصبح مضرب المثل وهذا ما جعل جهات كثيرة تظهر مكرها وكيدها لخلخلة هذا الأمن الضارب في هذه البلاد لكن هؤلاء لا يعلمون المصدر الحقيقي لهذا الأمن ولذا مهما خططوا ومكروا فلن يصلوا إلى مرادهم.
إن مصدر الأمن في بلادنا هو التمسك بشرع الله ولذا مهما حاول الأعداء الكيد والتآمر فلن يصلوا إلى مطلوبهم ما دامت هذه البلاد تتمسك بشرع الله المطهر.
إن هذه التفجيرات فيها من الأضرار والمفاسد الشيء الكثير ومن ذلك:
1 - في هذه التفجيرات هتك لحرمات الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة هتك لحرمة الأمن والاستقرار واعتداء على حياة الآمنين في مساكنهم ومعاشهم بل هتك لمصالح الناس التي لا بد لها منها.
2 - هذا العمل يتضمن أنواعاً من المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة مثل الغدر والخيانة والبغي والعدوان.
3 - هذا المجتمع في سفينة واحدة والذي يخرق هذه السفينة يغرق المجتمع بأكمله.
ولعلاج مثل هذه الظواهر في المجتمع يلزم كل مسلم قادر أن يدلي بدلوه بالحوار الهادئ الرزين من العالم والداعية وبالمتابعة الجادة والحراسة الواعية من قبل رجال الأمن ورجال الحسبة والتوجيه الصادق من قبل المعلمين والخطباء وأئمة المساجد والقدوة الصالحة من قبل الآباء والأمهات والمتابعة الدقيقة لأبنائهم وجلسائهم في حلهم وترحالهم.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يحمي بلادنا وان يحفظ عليها أمنها وأمانها وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وما يخطط له الكفار إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved