Tuesday 20th July,200411618العددالثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "القوى العاملة"

مذكرات متقاعد (13-20) مذكرات متقاعد (13-20)
يكتبها الأستاذ إبراهيم بن عبدالله الشريف*

في أيام الجمعة التي كان يقام فيها مباريات الاتحاد والوحدة نذهب لجدة لتشجيع الوحدة بحكم وجودنا إلى جواره وبحكم أنني أتمرن فيه، ونذهب للملعب قبل الواحدة ظهراً، وكان ملعب الصبان الملعب الوحيد الرسمي الذي تقام عليه المباريات، كما أن الوحدة والاتحاد هما الفريقان المتنافسان آنذاك وكانا يضمان نخبة من مشاهير كرة القدم، ففي الاتحاد مثلاً غازي ناصر، عبدالله كعكي، عبدالمجيد كيال، كعدور، والنور، وأظن أبو غنمة والراجخان والكبش، كما أن الوحدة هو الآخر يضم فطاحلة كباراً لهم باع وجولة وصولة في الملاعب ومنهم: على داود، الكنج، بشرى، جنجا، حسن دوش، عزيز مفتي، الحريري، أبويمن، وحسني باز، وهذا إبان انتقال أعمالهم إلى الرياض ثم انتسابهم لنادي الشباب، وكنت أتمرن مع الوحدة ولنا فريق في بستان الاشراف (لكنه حواري فقط لم يُسجل رسمياً) وكان يدرب الوحدة آنذاك السر سالم ويلعب معهم، وكان قاسياً بعض الشيء مع الذين لا يعرفون اللعب على المستوى الذي يريد، ولكن مشاغل العمل والعزوبية لم تساعدني على الاستمرار، رغم أنني كنت شغوفاً ومولعاً بهذه اللعبة، إلا أنه نظراً لكثرة تأخري عن التمارين وكثرة غيابي حرمني المدرب حصة التدريب مما ولّد في نفسي شبعاً كروياً، واكتفيت باللعب في بستان الاشراف مع عيال الحارة!!
وكنا نحن الأربعة القاطنون في العتيبية نعيش عزاباً كما أن الدوام أحياناً قد يمتد إلى العصر، وكان على ما أذكر الأكل ممنوعاً في الدوائر الحكومية، واتفقنا أنه قبل الدوام بساعة يخرج الذي عليه الدور ليعمل الغداء، وكان كيلو اللحم على ما أذكر بريالين نشتري نصف كيلو كل يوم ليكون طعماً فقط، وفي ذات خميس كان الدور دوري فخرجت مستأذناً ومررت بالقصّاب العميّل ليعطيني نصف كيلو لحمة فأعطاني نصفه عظماً ونصفه شحماً، ومررت بالبقالة وجلبت الطماطم وما تحتاج إليه الكبسة، وذهبت للبيت ومرقته، وأخذت كل عشر دقائق أتذوّقه وأتذوّق اللحمة أهي نضجت أم لا، حتى أتيت على اللحم كله، وأنهيت الطبيخ وعندما جاء الرفاق لم يجدوا ما يلوكون به أسنانهم، وقالوا فيما بينهم: إبراهيم لا يطبخ لنا.
وكانت الإدارة التي نعمل فيها هي (وكالة الأمن العام للمباحث والجوازات والجنسية) وكان يضطلع بمسئولياتها رجل فاضل وأب حانٍ وأديب معروف ومن وجهاء مكة ومحبوبيها ذلكم هو الأستاذ (عمر شمس) جزاه الله عنا خيراً وأكثر من أمثاله الخيَرة البررة.

* الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved