Tuesday 20th July,200411618العددالثلاثاء 3 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار..! باختصار..!
مصائب قوم
نورة المسلّم

عادت رانيا الباز الى زوجها في مفاجأة مدهشة، ليس للمجتمع الذي تابع قضيتها من زوايا فضول عدة، بل للإعلام الذي تابعها بحساباته هو، الإعلام الذي قفز على هذه الغنيمة وحاصرها، بينما احتكرت احدى الفضائيات اجراء مقابلة حصرية معها بعدما تهافت المعلنون، وقيل ان تلك القناة حصدت في برنامج كأس العصير ومذيعه الشهير ملايين الدولارات.
ولم تكن تلك الجهة الاعلامية الوحيدة التي توجهت الى بحث واثارة هذه القضية الاجتماعية التي ليست بالجديدة على مجتمعنا او حتى مجتمعات اخرى، بل كانت تلك الحادثة تمثل للمعيار الاقتصادي والتجاري مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد .
بعودة رانيا الى زوجها وصفحها عنه تكتب قصة اخرى ليست هي الاخرى بالجديدة او الغريبة، إذ ليست رانيا اول او آخر زوجة تضرب الى حد ما يقارب الموت، وليس الزوج وحده من كان يعاني مشاكل البطالة وتبعاتها وآثارها، بل ثمة كثيرون جداً هنا وهناك.
القضية هي تعاملنا الفطري والبسيط مع مثل هذه القضايا التي بات الإعلام هو البطل فيها وليست المشاهد الدامية او الانسانية المهمشة لأسس الحياة السوية.
من تابع هذه القضية كان يدرك شراهة بعض الإعلام في الحصول على بغيته من المال الذي يدفع مقابل الإثارة، ولست هنا بصدد تقليل حجم الآثار النفسية او القيمة الانسانية والتشهير الذي ناب ابطالها الحقيقيين منها، لكن القضية الأهم تتمثل في اهدافنا الاخرى تجاه هموم هي في عداد افرازات المجتمع واوزاره واثقاله المتراكمة.
ليست قضية تمثل وجهة او نظاماً بدليل ان هذه الدعوى عندما سلكت طريقها القانوني الصحيح،اخذت حقها واستوفت شروطها، بمعنى ان المحاكم التي بتت في قضية رانيا هي محاكمنا وقضاتنا ولم يستحدثوا من اجل رانيا او غيرها.
هنا لابد من حكم الناس على انفسهم ووعيهم بمثل هذه المسائل، ليس بالتجاهل، بل بالادراك التام لماهية مثل هذه القضايا التي تحدث في كل مكان، والأهم من ذلك ان هناك المئات مثل رانيا لن يكون سهلاً عليهن افساح المجال للإعلام كي يخدم قضاياهن، وهو من يخدم نفسه بالدرجة الأولى .
وهناك من يجهلن حتى الآن حقوقهن الشرعية والانسانية وهن من يلمن انفسهن اولاً. غير ان إثارة الصمت لدى البعض اجدى من تحويل مآسيهن الى خبطة صحفية وتلفزيونية.
فقط هناك طريق مختصر اتمنى ان يكون اكثر مرونة وخصوصية وهو درب القضاء والقانون، والحسم في مثل هذه المسائل بما يليق بخصوصية مجتمعنا وتقاليدنا سيكون اقل وطأة من زوابع بعض وسائل الإعلام ولهاثها خلف أي شيء مثير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved