خطب الود يجيء له مواسم وكل موسم يبرز فيه رجال يخطب ودّهم!! هكذا نحن دائماً دون استثناء زمان أو مكان أو شخص لأن هناك فجوات يدخل معها الداخلون ويخرج منها الذين لا يكسبون.
وأكثر الناس اليوم قوّة وطلبا هم موظفو القبول والتسجيل في الجامعات، فهم أغلى أسهم هذه الأيام، إذن البحث عن هؤلاء الموظفين هذه الأيام يكون في دهاليز القبول في الجامعات فقط وهم اليوم أعزّ من كليب وائل؛ أي أنهم يستحقون أن تُدارى أنفسهم ويُبحث لهم عن الرضا، فربما تكل أعينهم عن بعض العيوب في نقص درجة أو نصفها للقبول في القسم المطلوب، وهم مثل أقسام الجامعات ذاتها فهذا يختفي لئلا يكون أمام الناس، وذلك يأخذ الإجازة ليهرب ويستر على نفسه، وذلك كما يقال (وجه ابن فهرة) أي أنه صلد يابس لا يسقيك ولا يشرب؛ وهو غير مرغوب أبدا فتجد الناس لا يكسبون له ودّا ولا يقيمون له وزنا؛ لأن الرقاب لا ترتفع إلا إلى الأعلى فقط.
وكانت وستكون تلك النبرات والاهتمام بالشخص لمنصبه فقط، أما إذا تقاعد فسوف يستكثر أحدهم قول (السلام عليكم) لأنه لا شيء يرجوه الآن عنده، وكثير من الرجال خرجوا من أعمالهم ولا زال الناس يحمدون لهم؛ لا لسبب أنهم يخرقون النظام ولكن لأنهم يساعدون قدر المستطاع، وهذه ميزة من ميزات الشهامة والرجولة بحيث لا تضر أحدا لحساب أحد آخر؛ أما أصحاب الجفاف فسوف يكون وجودهم وعدمهم سيّان.
ثم ان الطالب الذي يجيء إلى القبول والتسجيل تنقصه التجربة ولم يتعود على دهاليز البيروقراطية، فواجب موظف القبول أن يكون ذا قبول حسن؛ فيعطى الطالب اهتماماً ولا يتمعّر وجهه من نقاش المتقدمين له، ونحن نقدر جهد وتعب موظفي القبول ونعرف أنهم يعانون من الساعة السابعة والنصف وحتى آخر النهار، وأنهم يلاقون ألسنة حِداداً من بعض المراهقين، وأنهم يمرون بظروف استثنائية صعبة جدا؛ لكن الحلم هو ديدن من يعرف حقه وحق الآخرين، وأقول هذا من تجربة مررت بها في جامعة الملك سعود حيث كنت موظفا بها وهي في الملز ثم في موقعها الآن، فتحية زميل قديم لزملاء جدد في كل مكاتب القبول والتسجيل في صروحنا الجامعية في مختلف المدن، وأعانكم الله على أداء خدمة لأجيال ستكون هي الواجهة بعدكم، والله الباقي..
فاكس 2372911
|