في بعض الأحيان يتبرأ مجتمعنا بأنساقه الاجتماعية وتنظيماته ومؤسساته الاجتماعية والتربوية والثقافية عما يحدث من بعض أفراده من تصرفات سلبية! ولسبب ما فنحن قليلاً ما نعترف أن لدينا مثل ما لدى المجتمعات الأخرى من أخطاء، ولأننا لا نعترف فقد تغافلنا عما يجري من تغيرات اجتماعية سلبية في ظل انفتاح له إيجابياته ومساوئه! الجريمة بكافة أنواعها تهدد سلامة البنيان الاجتماعي ولكن المجتمع لا يكلف نفسه إلا للالتفات لبعض الحوادث يناقشها أحياناً ويعلق عليها بمعزل عن مسبباتها الحقيقية وظروفها الاجتماعية، وكثيراً ما يناقشها فقط ليسرب أثناء مناقشتها براءته ويخلي مسوؤليته! لكن المجتمع عليه أن يواجه أخطاءه ويعترف بتفريطه وان يقتنع أن ما يحدث من ظواهر سلبية يقوم بها بعض أفراده ماهي إلا انعكاس لمفاهيم وقيم جديدة أقرها المجتمع أو سكت عنها دخلت إلينا بعلمنا أو بدون ولكن الأكيد أننا تجاهلنا وجودها! لماذا لا نوجّه أصابع الاتهام إلى أنفسنا كمجتمع له مؤسسات تربوية واجتماعية وثقافية وإعلامية أصبحت لا تؤثر بما يكفي إن لم نقل إنها عاجزة عن التأثير الإيجابي! إذا كان المجتمع لايشعر بما يحدث في أحشائه من مشكلات اجتماعية ولا يرى منها ماهو على السطح فبالتأكيد أن هناك عطلاً في الحساسيات الموجودة في أعضائه، ولذا فليس مستغرباً أن يفتح فمه لبعض الوقت مندهشاً ثم يعاود التثاؤب لينام مرة أخرى!
|