الإنسان الذي يعيش ضمن (دائرة مغلقة) على نفسها يصبح أسيراً لما بداخلها من قيم ومعتقدات ومبادئ، ولكنه عندما يخرج منها إلى (دوائر) أخرى يعرف أن العالم أكبر من أن تحتويه فكرة واحدة ويعرف كم كان بارعاً في إهدار طاقته في مساحة ضيقة جداً.
(الدوائر المغلقة) على ذاتها.. تعمد إلى بقاء أعضائها بداخلها عن طريق (التأطير) اللغوي وذلك باستخدام فنون البيان والبلاغة لتضع بدورها خريطة ذهنية للمتلقي لا يحيد عنها وترسم له نموذجاً للعالم يتناسب مع أفكار تلك الدائرة.
ولكننا عندما نعرف تقنية (التأطير) يسهل علينا كسرها وتحرير الأفكار من تطفل الآخرين عليها ليحيا الإنسان كما أراده الله أن يكون، وليس كما يريده له بعض من امتهن اقتحام عقول البشر من أجل أن يتبعوه هو وحسب.عندما تتكشف للإنسان دائرته التي انكفأ بداخلها، يعود فوراً لطريق الرشاد ويعرف أن العالم أكبر من أن يكون مجرد فكرة واحدة، فمثل ما عرض نفسه للخطر من أجلها وتحمل بسببها كل الأهوال، أيضاً هو يُحمِّل نفسَه الأهوال من أجل أن يخرج منها ويضع نفسه بين يدي أعدائه بالأمس، لأنه اليوم غير الأمس ولأن إطار دائرته قد انكسر. وهناك فرق شاسع بين أن يكون لك طريقة واحدة لعمل الأشياء، وبين أن يكون لك أكثر من طريقة لعمل الأشياء، والأساس الجوهري في ذلك الفرق يكمن أننا بالطريقة الواحدة نكون مثل (الرجل الآلي) وبالطرق العديدة نكون بشراً غير مؤطرين.
|