Al-jazirah

25 - 11 - 1391هـ الموافق 11 - 1 - 1972م العدد 375 25 - 11 - 1391هـ الموافق 11 - 1 - 1972م العدد 375
اخترت لك

اخترت لك هذا الأسبوع قصيدة حماسية (لأبي بركات عبدالعزيز بن سرايا الحلي) ومقطوعة عن العطاء (لجبران خليل جبران).
قال (صفي الدين الحلي).. وهو من شعراء عصر الانحطاط، ولكن في شعره - كما يقول الزيات - (بله من فصاحة اللفظ وبقية من رشاقة الأسلوب).. قال:

سل الرماح العوالي عن معالينا

وسائل البيض هل خاب الرجا فينا؟

وسائل العرب والأتراك ما فعلت

في أرض قبر عبيد الله أيدينا

لما سعينا فما رقت عزائمنا

عما نروم ولا خابت مساعينا

يا يوم وقعة زوراء العراق وقد

دنا الاعادي كما كانوا يدينونا

يضمر ما ربطناها مسومة

الا لنغزو بها من بات يغزونا

وفتية ان نقل اصغوا مسامعهم

لقولنا او دعوناهم اجابونا

قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة

يوما وان حكموا كانوا موازينا

تدرعوا العقل جلبابا فان حميت

نار الوغى خلتهم فيها مجانينا

اذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة

وان دعوا قالت الايام آمينا

انا لقوم أبت اخلاقنا شرفا

ان نبتدئ بالأذى ليس يؤذينا

بيض صنائعنا، سود وقائعنا

خضر مرابعنا، حمر مواضينا

لا يظهر العجز منا دون نيل منى

ولو رأينا المنايا في أمانينا

أما جبران فقد كتب عن العطاء يقول: (من الناس من يعطون قليلاً من الكثير الذي عندهم وهم يعطونه لأجل الشهرة.. ورغبتهم الخفية في الشهرة الباطلة تضيع الفائدة من عطاياهم.
ومنهم من يملكون قليلاً ويعطونه بأسره.. ومنهم المؤمنون بالحياة وبسخاء الحياة.. هؤلاء لا تفرغ صناديقهم.. وخزائنهم ممتلئة أبدا، ومن الناس من يعطون بفرح.. وفرحهم بمكافأة لهم، ومنهم من يعطون بألم، وهنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى للألم في عطائهم ولا يتطلبون فرحاً.. ولا يرغبون في اذاعة فضائلهم.. هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطى الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي).