من خلال تجربتي على مدى العقدين الماضيين في صحافة الشعر الشعبي أكاد أجزم بأن أمامنا أكثر من عقدين حتى نستطيع أن نخوض التجربة النقدية الجادة لأن الوعي قليل في ساحتنا الأدبية عامة وفي ساحة الأدب الشعبي على وجه الخصوص.
فنحن لا نقبل إلا الإشادة.. أما النقد حتى وان كان عبارة عن رأي شخصي فهو مرفوض وصاحبه سيلاقي من الأذى ما لا يستطيع تحمله وأقله اتهامه (بالغيرة والحسد) إن لم يكن الجهل والتطاول.. الخ من التهم التي اعتدنا عليها في صحافتنا الشعبية.
وقد ثبت لي بأن الوعي لا علاقة له بالمستوى العلمي وإلا لوجدنا التفاعل مع الآراء التي تطرح هنا وهناك حول قضايا الأدب الشعبي لأن معظم الشعراء على درجة جيدة من التعليم فقليل منهم من ليس جامعياً.
وهذا ما يثير الاستغراب لمن يتابع الساحة الشعبية وقضاياها.. لكن يبدو أن الواقع دائماً لا يتفق مع الافتراضات التي تبنى على أن العلم مرتبط بالشهادة او بعبارة أدق ان الوعي مرتبط بالشهادة العلمية.
وفي ظل غياب الوعي لن يكن للنقد الهادف وجود مهما كانت المحاولات.
فاصلة
(من كان يريد النقد الهادف والصريح فليرتاد المجالس ولا يسأل أي محرر صحفي عن دوره في السعي لإيجاد أرضية صالحة للنقد البناء لأن المجالس أكثر وعياً من معظم المحررين الشعبيين)
آخر الكلام
للمبدع دائماً الأمير بدر بن عبدالمحسن:
كن السهر دربٍ عليه بتجيني
ماودي أقطع درب لاماك برقاد |
وعلى المحبة نلتقي
|