على الرغم من الحملات التوعوية المرورية، والجزاءات العقابية التي تقوم بها إدارات المرور في مختلف مناطق المملكة، إلا أن الحوادث المرورية لدينا مازالت في تصاعد مستمر، ونتائجها تحصد الأرواح، وتخلف المصابين والمعاقين، فنفقد شباباً في زهرة أعمارهم، ونخسر أرواحاً وأموالاً في علاج المصابين ورعايتهم.
والسجلات الإحصائية لدينا - رغم كثافة الحملات - مازالت في ازدياد مستمر، إذ إننا نخسر سنوياً ما يزيد على 4000 شخص في الحوادث المرورية يلقون حتفهم، فيما يصاب أكثر من أربعين ألف شخص بإصابات مختلفة، منها ما يؤدي إلى الإعاقة الكاملة، والشلل بمختلف درجاته، وغيرها من الإصابات التي تكلف المصاب، وتكلف خزينة الدولة بلايين الريالات وليست ملايين، ولعل مراكز الإسعاف في المستشفيات الحكومية والخاصة من الشواهد على عظم وتفاقم مشكلات حوادث المرور التي لم يسلم منها الكبار والصغار والذكور والإناث.
نحن بانتظار دراسة علمية ذات آلية ممكنة للعمل، يشترك في إعدادها مجموعة من المختصين في مجال المرور، والطب، والدراسات التربوية والاجتماعية، وعلماء الدين حتى تخرج هذه الدراسة، وتنفذ توصياتها، بما يكفل الحد من هذه المصائب المزعجة، ويعطي لتوصياتها ومقترحاتها الضوء الأخضر، وتدعم بقرارات من المقام السامي حتى نتجنب آثار الحوادث.
( * ) المدير العام |