.. بعد التحية والتقدير:
أكتب لكم معقباً على ذلك اللقاء الذي دار بين مراسلكم عبدالكريم الدريبي والإعلامي المميز تركي الدخيل حيث تحدث لنا بصراحة وشفافية متناهية عن برنامجه الأكثر من رائع (إضاءات) والذي وضع بصمة مميزة للإعلامي السعودي وأنه كفء وقادر على الإبداع في أي مجال يطرقه على الرغم من قصر مسيرته الإعلامية مقارنةً بمسيرة بعض المقدمين الآخرين الذين لهم باع في مجال الإعلام، وتعقيبي هذا عبارة عن وجهة نظر قد نتفق معها وقد لا نتفق لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما هو معروف وسيكون تعقيبي هذا على شكل نقاط مختصرة.
بدأ أخي الدخيل في حواره باقتراح يطلب فيه بتغيير القناة عند بدء برنامجه للذين لا يعجبهم البرنامج أو أسلوبه في الحوار، وأستغرب لماذا بدأ بهذه الجملة والعكس هو الصحيح فنحن المشاهدين للبرنامج نقول بأننا وبدون مجاملة لأحد من المتابعين الجيدين لبرنامجك الرائع منذ بدايته وإذا قارناه ببرامج حوارية أخرى في قنوات عربية سنجد فرقاً شاسعاً سواء من حيث التقديم أو من حيث المواضيع أو من حيث الاسئلة والضيوف والهدف من طرح الموضوع.
للحقيقة يتميز الأستاذ تركي بأسلوب جيد وجدي في الطرح وجراءة بطرح الأسئلة التي قد لا يستحبذها ضيف الحلقة بخلاف بعض مقدمي البرامج الحوارية الذين نجد برودة في طرحهم ونفاقاً ومجاملة لضيوفهم وكأنها مسرحية سبق الاستعداد لتمثيلها وعمل بروفات لها لعرضها للمشاهد وهذا استغفال واستخفاف لعقل المشاهد. لكن تركي وشهادتي فيه مجروحة يختار بعناية في حلقات برنامجه مواضيع مهمة وحساسة تهم المشاهد. ويطرح أسئلته التي تدور بفكر المشاهد بدون مجاملة، ولكي لا نسلب حق الرجل فبرغم من قصر تجربته في هذا المجال إلا أنه أجاد وأفاد ويعد بمستقبل باهر كمقدم برامج (حواريه سعودي) وتمنيت لو كان البرنامج في القناة الأولي بجانب برنامج مستشارك الذي يقدمه لنا الأستاذ جاسم العثمان.
وتمنيت على البرنامج لو أنه كان (مباشراً) كي يكون هناك تواصل مع الضيف نناقش ونطرح رأينا بدون عائق.
من الطبيعي أن تكون حلقات أي برنامج حواري كبرنامج (إضاءات) مثلاً أن يكون متفاوت الإيقاع على حسب الموضوع ومدى حساسيته والضيوف المشاركين فيه ورتم الأسئلة المطروحة، ونحن نعلم أن كل الحلقات لا تلبي رغبات المشاهدين باختلاف مشاربهم، فقد تعجب هذا ولا تعجب هذاك. وكما قيل بالمثل القائل (مطالب الناس غاية لا تدرك).
بالنسبة لاسم برنامج (إضاءات) ليس المهم الاسم هنا بل المهم المحتوى والمضمون والنتيجة، فكم من برامج ذات أسماء رنانة. لكن لا ترتقي لمستوى الذي ينشده المشاهد، وأتعجب لماذا التركيز على اسم البرامج وترك البرنامج نفسه وهذا عذر البليد كما يقال.
أكبر دليل على نجاح برنامج (إضاءات) ومقدمه الأستاذ تركي هو تلك اللقاءات السابقة مع شخصيات مهمة في المملكة من مشائخ ودعاة ووزراء ومثقفين وكتاب لهم وزنهم وثقلهم بالمجتمع، فتلك المقابلة مع صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان سفيرنا بالولايات المتحدة الامريكية تثبت صحة كلامي وما قبلها وما بعدها من حلقات.. هذا والله ولي التوفيق والقادر عليه.
مترك بن تركي آل مرزوق السبيعي |