قضية تربية الأبناء قضية مهمة كثيرون تحدثوا عنها وأود هاهنا أن أدلي بدلوي لاسيما ونحن في الإجازة حيث يواجه أبناؤنا فراغً كبيراً قد يقودهم إلى مايضرهم، ومما شجعني في الحديث عن هذا الموضوع ما كتبه أحدهم هنا، حيث سوغ في إحدى المقالات للسهر وجعل سوء الأجواء مبررا لنوم النهار، وليس هذا مبررا للسهر ونوم النهار, فأجدادنا كانوا يعانون هذا الجو نفسه بل أشد وأنكى حيث لم يكن هناك مكيفات باردة وماء بارد ومشروبات مثلجة ومع ذلك لم يكونوا يسهرون ، إن أول أضرار السهر هو تضييع الصلوات، هل تريد إضاعة الصلاة من أجل الحر، وهي لايساوي شيئا أمام نار الآخرة ، يقول أحد السلف : لوأخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا (ناموا القيلولة) فيها ألفي عام ، يعني أنهم ينامون في نار الدنيا ويرونها بردا ، لقد ذكرتني مقالته تلك بامرأة عجبت من حالها تقول أنا أذهب لدار تحفيظ القرآن في العصر، وأبنائي لازاوا نائمين ، تساءلت متى يستيقظون ؟ المغرب ؟ ومادورها هي لماذا تتركهم هكذا ؟ تهتم بنفسها وتحفظ القرآن وتترك أبناءها وهم أولى منها بالاستيقاظ واستثمار الوقت فهم في ذروة الصبا وعرضة للانحرافات ، وماذا عن الصلوات ؟ كيف يؤدونها ؟ لماذا نهتم هكذا بأنفسنا ونترك أبناءنا عرضة للمخاطر؟ إنك تستغرب أحيانا حين ترى آباء صالحين يذهبون لصلاة الفجر في حين أبناؤهم يغطون في نوم عميق ؟ لماذا نهمل أبناءنا ونفكر في أنفسنا.
وموقف آخر عجبت منه رأيت امرأة تنصح إحدى الأمهات وكانت محتشمة تماما ولكن ابنتها متبرجة تنصحها بحث ابنتها على الحجاب الكامل فهي الأولى حيث هي في ميعة الصبا، أتدرون كيف ردت الأم هل قالت سأحاول توجيهها ، لا. بل ردت ببرود إن شاء الله تتزوج رجلا صالحا يصلحها، قلت في نفسي نحن ننتظر من الآخرين أن يصلحوا أبناءنا ونحن لا نحرك ساكنا ، ومن قال لك أن الزوج سيصلحها لعلها تتزوج فيراها زوجها على هذه الحالة السيئة فيطلقها، لعل هذا هو أحد أسباب الطلاق يترك الأب ابنه ويقول سيتزوج بإذن الله وينصلح حاله ، وتكون النتيجة مشاكل وطلاقات ومحاكم ، إن الفتاة تتزوج لكي تربي لا لكي تتربى كذلك الشاب، ونرى أيضا بعض الآباء والأمهات ينتظرون من المعلمين تربية أبنائهم، ولا يعملان هما جهدا يذكر، إنها اتكالية ، فالآباء والأمهات هما المسؤولون أولا وأخيرا عن تربية أبنائهم ، أما الآخرون فهم وسائل مساعدة فقط ، يجب عليك أيها الأب حين تستيقظ مبكرا أن توقظ أبناءك معك وتحاورهم وتوجههم فهذه الإجازة فرصة للاحتكاك الطويل بالأبناء وتوجيههم وإكسابهم مهارات مفيدة غير مهارة النوم واللعب والسهر.
سارة العبدالله |