في السنوات الأخيرة ازداد التواصل بين المفكرين في العالم العربي نتيجة للتطور السريع الذي شهده العالم من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروء والمشاهد والمسموع منها وثورة المعلومات الإنترنت لعبت دورا مهما في ذلك لما تملكه من إمكانيات متنوعة تسهل عملية التواصل قراءة وكتابة وتحدثا وقد وظفت الكثير من الدول هذه الوسائل لجعلها في خدمة الأمة والمملكة العربية السعودية ومنذ زمن بعيد وقبل هذه التطورات كانت حريصة على تحقيق وحدة العرب والمسلمين والحرمين والشريفين من أبلغ الوسائل لتحقيق ذلك علاوة على ما استجد من منظمات عربية وإسلامية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأجهزة التابعة لهذه المنظمات والتي تم تفعيل الكثير من أعمالها لخدمة المواطن العربي والمسلم من خلال المشاركة في نصيب الأسد في تمويلها وقد تحقق الشيء الكثير بالإضافة إلى المؤسسات الخيرية التي تنوعت مصادر تخصصها مثل مؤسسة الملك فيصل الخيرية وما انبثق عنها من فروع كالجائزة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامية وقبل هذا وذاك البعثات التي تفد إلى المملكة من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي وفي ظل هذا العطاء المتواصل استجدت قنوات أخرى في الارتقاء في أنماط التواصل وخصوصا مع المفكرين والمثقفين في العالم العربي والإسلامي من خلال الندوات والمحاضرات والملتقيات الفكرية المتنوعة التي يشارك فيها هؤلاء المثقفون ومهرجان الجنادرية يأتي نموذجا لذلك لأنه يتيح للمفكر والمثقف الاطلاع عن كثب ومعرفة المستوى المتحضر الذي وصلت إليه المملكة وقد سمعنا الشيء الكثير عن الذين شاركوا في هذا المهرجان من المفكرين وكان يسبق ذلك عندهم ضبابية عن المملكة وشعبها والتطور الذي تعيشه وعند مجيئهم اتضحت الصورة الصحيحة لهم وصاروا يكتبون عن المملكة بقناعاتهم وصححوا الصورة السيئة التي كانت عالقة في أذهانهم عنها وقد تجسدت هذه الصورة في مهرجانات الجنادرية التي أصبحت من أقوى المنتديات الفكرية والثقافية في العالم العربي والإسلامي نتيجة لمشاركة صفوة المثقفين والمفكرين فيها مما جعل وسائل الإعلام تتابع فعالياتها وتترقبها بكل اهتمام لأنها تخدم الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي وتقوي الصلة بين مفكريه ومثقفيه وقبل أن أختم هذه المقالة أحب أن أقترح على المسؤولين في وزارة الخارجية اقتراحا ربما أنه معمول به في سفارات المملكة في الخارج ولكن على سبيل التأكيد وهو تسهيل لمن رغب زيارة المملكة من أساتذة الجامعات والمفكرين والمثقفين في أي وقت وبدون أي تعقيدات لأن هذا سوف يخدم التواصل بين أبناء العالم العربي والإسلامي ويرسم صورة حضارية أكثر عن المملكة.
هذا ما نرجوه وبالله التوفيق،،
|