يكفي أن تقول عن شخص انه بخيل لتصفه بكل الصفات غير المحمودة.. فالبخل أساس وبيئة منبتة لكل ما هو مذموم من صفات.. وما اتفق عليه الناس من أن البخيل هو الذي يحرص على كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه فيه تلطيف.. فكانز المال الحريص على عدم إنفاقه في أي حال ما هو الا محروم مما أتاه الله ورضي ان يكون حافظاً للمال ليستفيد منه من كتب له.. من وجهة نظر شخصية قد لا تكون بالضرورة صحيحة أرى ان الذي يكره الخير للناس ويسعى بشتى الطرق لمنعه عنهم ويحجم عن الاشادة بجهد أو عطاء ينصب في مصلحة العباد والذي يكره ان يقدم للناس ولو كلمة طيبة ويلجأ للسلبية في ممارساته ولا يسعى لبذل أي جهد لخدمة من يستحق والذي يحسد الناس على ما اتاهم الله وينكر نعمة الله عليه بإخفائها هو في الأصل بخيل قبل أن يوصف بأي صفة أخرى.. ولو تفكرنا في أصل اي علة لوجدنا ان البخل أساسها ومصدر تغذيتها.. ينحرف الأولاد لبخل الآباء بمشاعرهم.. تخرب البيوت وتقوم الحروب لبخل الناس في تسامحهم.. تموت العلاقات وتقطع الأرحام لبخل الناس في تواصلهم وبرهم.. الخائن للأمانة بخيل.. والذي لا يشكر الناس بخيل.. وكل شخص يبدي سلوكاً معيباً بخيل.. (عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إياكم والشح فإنه اهلك من كان قبلكم.. أمرهم بالظلم فظلموا.. وأمرهم بالفجور ففجروا.. وأمرهم بالقطيعة فقطعوا)..
اللهم آت نفوسنا تقواها.. وزكها أنت خير من زكاها.. واجعلنا ممن قلت فيهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.. والله المستعان.
|