* الدوران في حلقة مفرغة، هو الذي يستمر دون طائل في شوارع رئيسية بجدة.. بداية الاجازة تشهد الازدحام بالقادمين من المناطق لأداء العمرة.. والموسم أو المهرجان السياحي..
* بدون مبالغة، فالمعنى زيادة في اعداد السيارات بالضعف، وقد تتجاوز المليونين..
* الهدوء صباحا شيء طبيعي هذه الايام، وفي المساء تصبح مدينة كاملة في اتجاهات الشواطئ واماكن الترفيه بحركة السيارات..
* الشوارع الرئيسية في تقاطعاتها الهامة تضيق أكثر بالميادين الدائرية دونما معنى او تنظيم هندسي يبرر وجودها..
* واحد من الأمثلة: ميدان الدراجة والذي كان يناسب في اتساعه، على حساب انسيابية حركة المرور، حجم وسيلة المواصلات التي تتوسط:( الدراجة العملاقة)..
* مساحة لا يستهان بها في هذا التقاطع لاتجاهات حيوية تختنق مروريا بشكل ملفت، ويتحدى القديم -الرمز الواهم- كثافة الحديث في مهمات تفرض نفسها على الواقع..
* الاخذ بهذا المثال يؤكد مقترحات عدة بالاستفادة من الدراجة وتوابعها البليدة من حيث الفكرة في الاشكال التجميلية، وذلك بنقلها إلى زاوية طرفية قريبة للاستفادة من توسعة الموقع وتخفيف حدة الازدحام.. فهو الميدان الذي لم ينجح وحده بتسهيل حركة المرور، اذ تبيت الاشارات المرورية عبئا آخر!!
* امانة جدة نجحت بازالة ميادين معينة ثم توقفت باستشارة هندسية قيد الدراسة تفيد بأن هذه الاشكال جزء من تاريخ جدة ومعالمها؟!
* ترى.. ما علاقة جدة تراثيا بالدراجة العملاقة؟!
ما هي المعايير التي وضعت للابناء عليها؟!
* الاسئلة تشمل اكثر من مجسم لا يعني من قريب او بعيد العلاقة بالبيئة الجداوية..
* والمبرر الوحيد الذي قد يؤخذ في الاعتبار هو العودة إلى ما يقارب الثلاثين عاما الماضية، عندما اراد معالي المهندس الدكتور محمد سعيد فارسي تجميل جدة لتكون متحفا في الهواء الطلق، وكان سباق الشركات والمؤسسات، المنفذة للمشاريع بمثل هذه الاضافات، تجاوبا مع توجهات الامين السابق لجدة والذي ترك البصمات حيوية للواجهة البحرية بجهد انشاء الكورنيش وتخطيطه، وهو الذي بقي في الذاكرة شاهدا على التطلعات القادمة للمستقبل بثقة في امكانات النجاح..
* كل هذا، ولا يعني بالضرورة استمرار الحال من ناحية الكثافة السكانية وزيادة عدد السيارات في نقلة مفاجئة، والاستقطاب السياحي المتزايد..
* اخلص إلى أن التجديد في تكوين نظرة للحاضر والمستقبل تستدعي التفكير فيما يمكن الابناء عليه كمعالم لمدينة.. وان كانت لعقدين من الزمن تناقضات في الجدوى لانها لم تلتصق بالارض فكرة ومعنى وتراثا واصالة ودلالة للعراقة!!
* المسألة تحتاج -إذن- نقل وجهات النظر في هذا الجانب إلى مناقشة تتماشى مع الواقع من حيث الاحتياج والضرورة مع الأولويات في معالجة مشكلات راهنة منها ما يحدث من اختناق حركة المرور..
* معالي المهندس عبدالله المعلمي امين جدة وهو يتعامل مع الظروف المتغيرة لا شك أنه قد تحمل تركة ثقيلة تفاقمت فيها الأوضاع:
يأخذ بخطوات العمل نحو الافق الجديد، ويلمس ذلك على ارض الواقع بانجازات تلفت الانتباه خاصة وهو - ابو فارس - قد وضع خطوط ملامح جدة بدراسة تراعي الكثافة والازدحام في اتجاه لانعاش الضواحي القريبة من جدة لتكون امتدادا لمدينة لم تعد تتسع للأكثر..
* ومع نقاط الاختناق في هذه الميادين فلابد انها ايضا محل الاهتمام للمعالجة الجذرية بعد نجاح مشروعات مماثلة في تقاطعات اصبحت تتميز بقدرة على التنفس دونما اسف وحسرة على مجسمات عشوائية، والتي ليس لها علاقة بأهداف تلامس تنمية الاحساس الجمالي.. وكما قلت بعدها عن طبيعة البيئة والتراث الزماني والمكاني هي خطوات في الانتظار.. والله ولي التوفيق.
|