* الرياض - غازي القحطاني :
أوضح الدكتور أحمد بن علي بصفر المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن ظهور أمراض مجهولة تصيب الحيوانات قد يعزى إلى النظام الغذائي المتبع لهذه الحيوانات.
وأشار د. بصفر الى أن حرب الخليج وما نجم عنها من استخدام القنابل المحتوية على اليورانيوم المستنفذ كان لها أثر محدود في أماكن غير مأهولة بالسكان ، كما أضاف بأن ما يشهده العالم من ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة يشكل ظاهرة حقيقية تحتاج إلى معالجة.
جاء ذلك في لقاء أجرته (الجزيرة) معه وفيما يلي نص اللقاء:
* تشهد درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد من مناطق العالم ، مما قد يتسبب في الإخلال بالنظام البيئي على المدى البعيد ، وبالتالي الإضرار بالإنسان والبيئة بشكل أو آخر. ما مدى تأثير استخدام الطاقة الذرية أو إجراء التجارب النووية على البيئة وعلى تغير الأحوال الجوية بشكل خاص؟
- تعد الطاقة الذرية من أقل الطاقات مساهمة في تلوث البيئة مقارنة بباقي الملوثات البيئية ، فالطاقة الذرية لا ينتج عن استخدامها انبعاث غازات أو جسيمات مسببة للأمطار الحمضية أو استنزاف لطبقة الأوزون ، ولكن ينتج عنها بعض الانبعاثات الإشعاعية التي يمكن التحكم بها عند تطبيق إجراءات السلامة بشكل دقيقة ومحكم. وعلى سبيل المثال فان التلوث الناتج من استخدام الطاقات الذرية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يمثل سوى 6% فقط من إجمالي التلوث الناتج من استخدام الطاقات الأخرى. أما ما يختص بمساهمة الطاقة الذرية في زيادة التعرض للإشعاع وحسب تقرير UNSCEAR لعام 1994 فان الجرعة الإشعاعية الناتجة عن استخدام الطاقة الذرية على مدى 50 عاماً لا تمثل سوى 0.3% من إجمالي التعرض للإشعاع الطبيعي والصناعي وهذه نسبة ضئيلة جداً.
وبعبارة أخرى فانه لو تم زيادة حجم استخدام الطاقة الذرية 325 ضعف ما هو مستخدم حاليا فان نسبة تعرض عموم الناس للاشعاع تصل تحت مستوى الخلفية الاشعاعية الطبيعية ، ويمكن حصر مخاطر استخدام الطاقة الذرية في النفايات المشعة الناتجة عن استخدامها وكيفية التخلص منها أو الحوادث التي تقع للمنشآت النووية.
أما ما يختص بارتفاع درجة حرارة الأرض والتغير في المناخ الجوي فهي مشكلة حقيقية تحتاج إلى معالجة ، بما يحفظ للأجيال القادمة بيئة سليمة للعيش بها ، واستخدام الطاقة بشكل عام وما ينتج عنها من ملوثات للبيئة من أكبر العوامل المساعدة في تغير مناخ الأرض ، والطاقة الذرية ما هي إلا إحدى هذه الطاقات المستخدمة حالياً في العالم. فإن الكثير من الدراسات تشير إلى أن الطاقة الذرية تعد من الطاقات الأقل مشاركة في تلوث البيئة فيما يختص بالتلوث الناتج من انبعاثات الكربون على الرغم من وجود حوالي 450 مفاعلا في 32 دولة تنتج ما مجموعه 17% من إجمالي ناتج العالم من الكهرباء. وتقدر نسبة انبعاث أكسيد الكربون الذي يعد من أهم مصادر التلوث البيئي وتغير المناخ المنبعث من هذه المفاعلات 25 جراما مكافئا لكل كيلو وات ساعة مقارنة بـ450 إلى 1250 جراما مكافئا لكل كيلو وات ساعة منبعثة من الطاقات التقليدية الأخرى. وهذا يبين أن مساهمة الطاقة الذرية في تغير المناخ تعتبر ضئيلة مقارنة بباقي الطاقات.
وعلى العموم فان الهيئات والمؤسسات العالمية في مجال حماية البيئة تعمل على الحد من استخدام الطاقات الملوثة للبيئة والحفاظ على بيئة صحية.
* في نفس الإطار ، ظهرت لأول مرة أمراض غير معروفة سابقاً مثل انفلونزا الطيور وجنون البقر وحمى الضنك وغيرها ، هل يمكن أن يعزى ذلك إلى استخدام الطاقة الذرية وما تبعه من تسرب إشعاعي من المفاعلات؟
- ظهور هذه الأمراض قد يعزى إلى النظام الغذائي المتبع لهذه الحيوانات ، ولا يمكن الربط بين ظهور هذه الأمراض وبين استخدام الطاقة الذرية ، كما لا يمكن الربط بين التغير في النظام الكوني واستخدام الطاقة الذرية بشكل عام. وهنا يجب إيضاح ظهور بعض الأمراض غير المعروفة سابقاً أو تغير الجينات في بعض النباتات ، لا يمكن أن يعزى لمستويات إشعاعية طبيعية تعايش معها الإنسان والحيوان منذ بدء الخليقة.
وفي هذا الصدد فإنه لا يجوز إطلاق البيانات واستخلاص النتائج دون الاستناد الى نتائج دراسات وبحوث علمية عميقة يجريها متخصصون في المجال ، لان مثل هذه البيانات والنتائج المستخلصة دون أساس علمي تثير الكثير من الفزع والبلبلة دون وجه حق.
* تسبب وقوع حرب العراق في نفوق عدد كبير من الأسماك في الخليج وظهور حالات نادرة ، مثل أكبر فقعة (تزن واحد كيلو) هل هذا له علاقة بالقذائف الأمريكية المحتوية على اليورانيوم المستنفذ في فترة الحرب؟
- كما أشرنا في السؤال السابق بأنه لا يمكن الربط بين مثل هذه الظواهر والإشعاع إلا عن طريق الدراسات والأبحاث ، والدراسات التي يجريها المعهد أثبتت أن التأثيرات التي خلفتها حرب الخليج على المملكة كانت في نطاق محدود جداً وفي أماكن غير مأهولة بالسكان ، حيث ان استخدام تلك الأنواع من الأسلحة اقتصر على بعض المناطق في الكويت والعراق وفق ما أفاد به صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية ، ولم تظهر نتائج الدراسات وجود تأثيرات مباشرة على الإنسان أو البيئة.
ويقوم معهد بحوث الطاقة الذرية بإجراء قياسات دورية للكشف عن أي زيادة في مستوى الإشعاع عن الخلفية الإشعاعية الموجودة في البيئة بشكل طبيعي منذ آلاف السنين. وظاهرة نفوق الأسماك في مياه الخليج قد يعزى إلى حرق آبار الزيت على سبيل المثال أكثر من استخدام القذائف المحتوية على اليورانيوم المستنفد.
|