تشهد الساحة اليوم.. حوارات ثرية إيجابية تصب بإذن الله في الاتجاه الصحيح.
** هذه الحوارات الفكرية الراقية.. رعتها الدولة.. وشجعتها القيادة من خلال مراكز الحوار.. وعلى رأسها.. مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.. وغيره من المنتديات الثقافية والفكرية والحوارية.
** كما تشهد وسائل الاعلام المختلفة.. حوارات ونقاشات وآراء.. شملت كل قضايانا.. يثريها أبناؤنا من مثقفي ومفكري وأكاديميي هذا البلد.. رجالاً ونساءً.
** فالمتابع مثلاً للتلفزيون السعودي وقناة الاخبارية.. لابد انه قد استمتع بحوارات فكرية وثقافية راقية.. ولابد أنه تابع.. كيف أبدع أبناء هذا الوطن في إثراء تلك الحلقات المتصلة.. في ميادين حياتية شاملة.. اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وعلمية.. وكل المجالات والميادين بدون استثناء.
** وهكذا الصحافة.. فهناك بالفعل.. ديمومة وحركة ثقافية ونشاط.. وهناك حوارات رائعة.. احتضنتها وسائل الاعلام المحلية.. تلفاز.. إذاعة.. صحافة.. ووفَّرت لها.. المناخات الجيدة الملائمة.. ورعتها أحسن رعاية.. فأبدع المثقف السعودي وأعطى في كل اتجاه.
** لقد بُسطت قضايانا على مائدة البحث.. ونُوقشت بموضوعية.. وقال المفكر السعودي كلمته.. ونقل وجهة نظره.. واستفاد المتلقي.. وتشكَّل وعي جديد.. وهل هناك اجمل من ان تسود لغة الحوار في المجتمع؟ وهل هناك أرقى من مجتمع (يتحاور)؟
** هناك أكثر من قضية كانت الى وقت قريب مطمورة.. واليوم.. هي على الساحة.. تناقش وتأخذ مداها وبكل وضوح وموضوعية.. والكل (ممن يملك أدوات الحوار) يقول رأيه.. والكل يدلي بدلوه.. حتى صارت قاضايانا (في مطبخنا) وعلى نار هادئة.. هي من صنعنا.. لتنضج بطريقتنا.. بدلاً من ان يتناولها حاقد أو مغرض او حاسد.. يشوهها ويشوه مجتمعنا.. ويسيء إلينا.. بل ويتهمنا الآخرون بالعجز والقصور وانعدام الوعي.
** وعندما بُسطت وطُرحت قضايانا على مائدة الحوار في أي محفل كان.. كان للمرأة حضورها.. وكان لها دورها.. وكان لها رأيها.. فلم تكن غائبة.. ولم تكن بعيدة.. ولم تكن عاجزة عن التفاعل مع قضايا وطنها و(على قدر استطاعتها).
** لقد شاركت المرأة بالرأي والحوار والنقاش والعطاء المستمر.. وأثرت العديد من القضايا.. وسخَّنت العديد من الحوارات وأوسعتها عطاءً.. وكان لها بصمتها وحضورها الذي لا ينكره إلا جاحد.
** يجب ان نعترف.. بأن لدنيا مثقفات.. ونساء في قمة النضج الفكري.. والتأهيل العلمي.. والقدرة على الإبداع والعطاء.. ومتى أدركنا ذلك.. فإن نصف المشكلة سينتهي.
** لقد أثبتت المرأة السعودية.. أنها فرس متوثب.. مبدع في ميدانه.. وما الحوار الوطني الثالث.. إلا صورة صادقة لما نتحدث عنه.
** غير أننا.. يجب ألا نفرط في التفاؤل بمنح المرأة كل شيء.. وإغفال أمور يجب ألا نغفلها.
** يجب.. ألا ننسف وراء ظهورنا ثوابت ومسلمات وحقائق يشهد الواقع لها بينما نحن نكابر وننكرها.
** نعم.. من حق المرأة.. المشاركة.. والرأي.. والنقاش ولكن.. يجب الا ننسى طبيعتها.. وانها تظل (مهما بلغت).. امرأة ضعيفة تحتاج الى من يرعاها.
** المرأة.. ومهما كانت.. وفي أي بلد.. حتى لو نزلت للمصنع والحقل وقادت الدبابات والمجنزرات.. تظل ضعيفة أمام الرجل.. لأن تكوينها هكذا.. ولأنها.. أضعف.. من ان تقتحم بعض الميادين بحكم طبيعتها وتكوينها.
** ولهذا.. فنحن نمارس خطأ.. عندما ننساق إلى الحديث عن شيء يسمونه.. المساواة بين الرجل والمرأة.. أو.. منح المرأة مساحات أوسع من قدراتها وامكانياتها.. أو لا تتفق ولا تلتقي مع طبيعتها كامرأة.
** في كل دول العالم.. النساء بدون شك.. نصف الرجال (تعداداً).. أو أقل بقليل.. أو أكثر بقليل.. ومع ذلك.. كم نسبة النساء في الجيوش والمصانع والمناجم والورش وكل الأمور التي تحتاج إلى صبر وجلد وقوة؟
** لا شيء.. نسبة لا تكاد تذكر.
** بل.. كم نسبتهن في المراكز القيادية والوزارات؟
** كم امرأة ترأس دولة اليوم؟ أو هي رئيسة وزراء؟
** لماذا غابت المرأة عن ذلك..؟ لأن طبيعتها دون ذلك؟
** لست ضد المرأة أبداً... والله وحده يعلم.. كما كنت سعيداً بتلك النخبة المثقفة التي شاركت في الحوار الوطني... وسعادتي أكبر.. بطروحاتهن ومستوى فكرهن وثقافتهن وقدراتهن ولكن.. وان كان هناك اصلاح.. فليكن مدروساً وبخطى صحيحة.
** الإصلاح.. خطوة خطوة.. ويجب الا يتجاوز مسلمات وثوابت وحقائق علمية.
** أكرر سعادتي بالمثقفات السعوديات وبطروحاتهن ولكن.. عليهن.. أن يدركن.. أن الرجل.. رجل.. والمرأة.. مرأة.. ولكل طبيعته وقدراته وإمكاناته.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
|