* رام الله -غزة - بلال أبو دقة - الوكالات:
استمر التوتر في غزة على حاله وجرت مسيرة تأييد في مخيماتها للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، غير أن هجوماً على موقع أمني بالقطاع أكد أن المناوئين لسياسات عرفات لم يرضهم الخطوات التي اتخذها على صعيد إعادة ترتيب الوضع الأمني، ودخلت شخصيات إسرائيلية على خط الأزمة محملة شارون مسؤولية ما حدث من خلال سعيه لتحطيم السلطة الفلسطينية، وفي هذه الأجواء باتت استقالة حكومة قريع في غير حكم المؤكد وخصوصاً أنها تلقت تعليمات بالعمل بصورة اعتيادية، حيث تعقد اليوم الاثنين اجتماعها الأسبوعي العادي.
فقد قرر مجلس الوزراء الفلسطينى أن المجلس برئاسة أحمد قريع سوف يستمر في عمله كالمعتاد وأنه سيعقد جلسته الأسبوعية اليوم الاثنين بمقر الرئاسة في رام الله للتداول في البنود المطروحة على جدول الأعمال.
وكانت الحكومة قد أصدرت بياناً عقب اجتماع طارئ عقدته مساء السبت قالت فيه إن قريع طلب من وزرائه اعتبار الحكومة (حكومة تسيير أعمال) إلى حين تشكل حكومة جديدة، إلا أن أمانة مجلس الوزراء أصدرت بياناً جديداً يؤكد أن الحكومة تعمل كالمعتاد ما لم تقبل استقالة رئيس الوزراء.
وكان قريع تقدم صباح السبت باستقالته إلى الرئيس ياسر عرفات الذى أعلن مستشاره نبيل أبو ردينه فيما بعد أن الاستقالة مرفوضة في وقت هدد فيه نشطون بتطبيق القانون بأنفسهم في تصعيد للضغوط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوقف ما أسموه الفساد وإصلاح قوات الأمن.
وهاجم مسلحون موقعاً أمنياً فلسطينياً في بلدة خان يونس بغزة وأحرقوه في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد.
ولم يواجه عرفات مثل هذه المطالب المحلية والدولية بالتغيير خلال نحو أربع سنوات من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واستقال عشرات من الزعماء المحليين من حركة فتح بعد ساعات من استقالة قريع احتجاجاً على ما وصفه أحدهم (بالقرارات غير المدروسة) لعرفات.
وقال عبد الحميد المصري الذي كان رئيساً لفتح في بلدة خان يونس إنهم يدعون الرئيس إلى العدول عن هذه الخطوات وإصلاح الوضع الأمني في غزة، وزاد من مخاوف تفاقم أعمال العنف تحذير وجهته كتائب شهداء الأقصى إلى عرفات.
وحثت كتائب شهداء الأقصى عرفات على محاكمة المسؤولين المتهمين بالفساد وقالت إن الاضطرابات قد تمتد إلى الضفة الغربية، وقالت إلى من اتهمتهم بالفساد إنها ستعاقبهم إذا لم يتراجعوا ويعيدوا المال المسروق إلى الناس.
وقال مستشار كبير لعرفات طلب عدم نشر اسمه إن الاضطرابات في غزة مؤامرة من جانب أطراف تريد إضعاف السلطة الفلسطينية وإثبات أنها تنهار.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الغارات الإسرائيلية المتواصلة والقمع العسكري في السنوات الأربع الماضية للانتفاضة الفلسطينية أعاقت قدرة عرفات على إجراء إصلاحات أو كبح المتشددين.
وفي وقت مبكر من صباح أمس الأحد جرى تنظيم مسيرة حاشدة في غزة دعماً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن المشاركين في المسيرة أكدوا دعمهم لعرفات ولقراراته الحكيمة التي أصدرها لإعادة الأمن والطمأنينة في ظل سيادة القانون.
وأضافت جابت المسيرة شوارع مخيمات البريج والمغازي والنصيرات حاملة صور السيد الرئيس ويافطات كتب عليها شعارات مؤيدة لسيادته وتثمن قراراته الحكيمة. وطالب المشاركون في المسيرة بمعاقبة كل من يخرج عن الصف الوطني وضرورة وقف التهريج الإعلامي السياسي الذي يساعد إسرائيل على المس بعدالة قضيتنا.
ونقلت (وفا) عن بيان وزع خلال المسيرة تأكيده قدسية دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل حقوقنا وثوابتنا الوطنية وتشديده على رفض شعبنا القاطع لكل من يحاول الخروج عن هذه الثوابت.
|