* لندن (د ب أ):
قالت مصادر صحفية بريطانية أمس الأحد: إن التقرير الذي أعدته لجنة اللورد بتلر للتحقيق في دقة تقرير المخابرات الذي ساقته الحكومة البريطانية لتبرير خوضها الحرب على العراق تعرض لتغييرات قبل نشره جرى بموجبها تخفيف شديد للانتقادات التي كانت ستوجه لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشأن الطريقة التي عرض بها ملف القضية أمام مجلس العموم.
وقالت صحيفة التلجراف: إن الخلافات بين أعضاء فريق بتلر تركزت على سير التقرير الذي صدر قبل أيام والذي تعرض لتغيير إذا كانت المسودة الأولى للتقرير تحتوي إفادة أكثر وضوحاً بشأن التناقض بين الحجة القوية التي ساقها بلير في خطابه أمام مجلس العموم في أيلول - سبتمبر 2002 لتبرير خوض الحرب والبيانات الاستخبارية الضعيفة التي تلقاها.
وكانت لجنة بتلر ومستشاريه قد أعربت قبل أيام من صدور التقرير عن قلقها بشأن (الخلل في أداء المخابرات والتحليل المبني على دوافع سياسية أكثر من الحقائق لاستخدامها في دعم الاتجاه إلى العمل العسكري).
وأشار المصدر إلى أن الحكومة تدخلت لتعديل تقرير بتلر لتخفيف حدة اللهجة التي انتقدت بلير في المسودة الأولى كما استهدف التعديل منح الحكومة الفرصة لتجميع دفاعها وقال: إن بلير كان يتصرف (بحسن نية).
في الوقت ذاته كشف عضو بفريق بتلر أن التغييرات التي أدخلت على تقرير بتلر جرت بتوصية من الحكومة إلا أن أعضاء آخرين كشفوا يوم نشر التقرير أن بتلر كان يحضر علناً لان ينأى بنفسه عن بلير إذ تلقى أسئلة خلال مؤتمره الصحفي الوحيد عمّا إذا كان يتعين على بلير أن يستقيل وقال المصدر عن بتلر: إن مهمته لم تكن إسقاط الحكومة ولا دعم بلير.
من جهة أخرى ذكر تقرير إخباري أمس الأحد أن استطلاعاً للرأي أظهر أن أغلبية الناخبين البريطانيين لا يثقون في قدرة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على قيادة بريطانيا في حرب أخرى.
ويرغب ثلثا البريطانيين أن يقدم بلير اعتذاراً عن حرب العراق.
وكشف استطلاع يوجوف الذي نشر في صحيفة صانداي تايمز أن 57 في المئة من البريطانيين الذين شاركوا في الاستطلاع لا يثقون في قدرة بلير على قيادة البلاد في صراع آخر بعد حرب العراق بينما يعتقد 31 في المئة منهم أنه مازال قادراً على قيادة بريطانيا.
بينما أكد 64 في المئة أنهم يعتقدون أنه تعمد تشويه المعلومات الاستخباراتية بشأن حيازة العراق لأسلحة دمار شامل مقارنة بنسبة بلغت 43 من المشاركين يرون أنه كان متأكداً من صدق المعلومات التي أعلنها آنذاك.
وأشار الاستطلاع إلى أن 65 في المئة من المشاركين يعتقدون أن بلير كان سيشارك في حرب العراق بغض النظر عمّا كانت ستسفر عنه الجهود الاستخباراتية بينما يرى 36 في المئة أنه اتخذ قراراته استناداً على ما قدم له من معلومات.
ويعتقد 28 في المئة أن بلير ليس في حاجة للاعتذار عن قراره بخوض بريطانيا لحرب العراق بينما يرى ضعف هذه النسبة أنه يتوجب عليه الاعتذار عن توريط بريطانيا في العراق.
|