أصدرت دار الحضارة للنشر والتوزيع عملاً موسوعياً رائعاً بعنوان (التفسير العلمي المعاصر وأثره في كشف الإعجاز العلمي للقرآن الكريم) للدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء.
يطرح العمل قضية التفسير العلمي المعاصر في القرآن الكريم من ناحية اللغة والمنهج على أساس صحيح من الحقائق النقلية والعقلية؛ ولذا يصبح التفسير غير علمي إذا استند الى الاسرائيليات وخيال المفسر وإغراقه في القول المجازي وتعطيل الحقائق.
الكاتب -وهو صاحب العديد من الدراسات، ويحمل الكثير من الخبرات الأكاديمية- يتطرق الى قضية تفسير القرآن علمياً، اعتماداً على الحقائق والالتزام بالمنهج العلمي في التفسير والتأويل، ثم يحدد مفهومه عند العلماء المحدثين لينتظم كل تفسير بتناول ما تضمنه القرآن من إشارات عن العلوم البحتة والعلوم التجريبية كالرياضيات والطب والفلك والفيزياء والتشريح، وذلك من خلال التطرق الى أقوال عدد من العلماء كالشيخ عبدالمجيد الزنداني والدكتور زغلول النجار.
العمل يرصد مصادر التفسير في عصر النبوة والتفسير المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يتناول التفسير المأثور بالرأي والتفسير العلمي، فيجمع بين ما يتصل بالقضايا الإنسانية والقضايا الكونية ليظهر ظواهر الإعجاز الرباني في كل ما يتناوله من موضوعات وقضايا.
الكاتب لجأ الى عملية تصنيف وترتيب وفهرسة دقيقة من خلال عدة فصول وأبواب رصدها بعناوين شائقة منها: مصادر التفسير في عصر النبوة، وكتاب الله كمنهج متكامل لتنظيم وتطور الحياة في الكون، ثم ينتقل بنا الى نشأة الكون ونظرية الانفجار الكبير بين القدرة والإبداع والاكتشافات العلمية.. ويتوقف فجأة ليناقش قضية الغلاف الجوي او طبقة الهواء التي تحيط بالأرض.. وكذلك الغلاف المائي للأرض واشارات القرآن الكريم ليكون مسك الختام عن الخوض في حياة الكائنات على ظهر الأرض في حركة دائمة ومستمرة.
العمل فريد من نوعه، جديد في طرحه، يحمل الكثير من القضايا العلمية وتفسيراتها من خلال القرآن الكريم، ليثبت تطابق بحوث العلماء وأبحاثهم مع ما جاء من آيات الله بالنسبة للخلق والتكوين.
|