* الباحة - صالح عبدالله الخزمري:
وُجدت في المملكة دلائل فعلية من العصور الحجرية (العصر الحجري القديم) في صفاقة بالدوادمي ووادي فاطمة بمنطقة مكة المكرمة والشويحطية بمنطقة الجوف وبئر حما بنجران... وغيرها.
وشواهد الآثار تؤرخ استمرارية التطور الحضاري في مواقع الالف الثالث والثاني والأول قبل الميلادي في مواقع كثيرة تتزامن مع مواقع الاستقرار الحضاري في وادي الرافدين وبلاد الشام وحضارة وادي النيل، وترتبط بحضارة جنوب الجزيرة العربية.
وجزيرة العرب شهدت اتساع دولة الإسلام واصبحت محط أنظار المسلمين ودول الجوار الأخرى، وأثرت تأثيراً بالغاً في تكوين دولة الإسلام في العصرين الأموي والعباسي والعصور الإسلامية اللاحقة.. وقد تأثرت جزيرة العرب بما آلت إليه أحوال الدولة الإسلامية من اضمحلال وتمزق في عصورها المتأخرة أثناء الخلافة العثمانية.
وفي منتصف القرن الحادي عشر الهجري ظهرت دولة آل سعود التي حكمت أغلب أرجاء الجزيرة العربية في اوائل القرن الرابع عشر الهجري، حيث قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - بتوحيد المملكة.
والباحة، ذلك الجزء الغالي من وطننا، كشفت لنا المسوحات الأثرية التي تمت في كل من تهامة والسراة عن وجود مناجم للتعدين ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام، وتعد العقيق نموذجاً لمناطق تعدين الذهب في عصور ما قبل الإسلام، ومن المواقع التي تمثل ذلك النشاط المناجم التالية: العبلاء، بغبغ، الوقرة، عشم، أبناء فرك، جبال عيسان.
والشواهد الأثرية من النقوش والرسوم التي عثر عليها بمنطقة الباحة شرقي بني سار وفي بني كبير، تدل على أن منطقة الباحة أسهمت بدور حضاري ضمن الإقليم الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية في تلك الفترة.
ولرعاية كل هذه الآثار والتعريف بها كان إنشاء (متحف الباحة للآثار والتراث) برعاية من وزارة التربية والتعليم - وكالة الآثار والمتاحف، حيث تفضل صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز -أمير منطقة الباحة- بافتتاح المتحف 1424هـ بحضور معالي د. محمد بن احمد الرشيد -وزير التربية والتعليم- ووكيل الوزارة للآثار والمتاحف د. سعد الراشد، ومدير المتاحف بالمملكة الأستاذ عبدالعزيز آل الشيخ، ووكيل مدير المتاحف بالمملكة الاستاذ عبدالرحمن المنصور.
(الجزيرة)، وإيماناً منها بأهمية الثقافة المتحفية لربط الماضي بالحاضر قامت بجولة داخل متحف الباحة للآثار والتراث، الذي يسهم في نقل تراث المنطقة للأجيال ويسهم في تنشيط السياحة بالمنطقة وتعريف الزائر بتراث المنطقة.
الاستاذ بدر عصيدان الزهراني -باحث آثار بالمتحف- قام بإعطائنا تفصيلاً شاملاً لكل محتويات المتحف، وكان مثالاً للشاب السعودي البار لوطنه الذي يعمل بكل تفانٍ في تتبع الأثريات والنقوش في كافة محافظات المنطقة، وقد أوضح لنا كل التساؤلات التالية:
* نود إعطاءنا نبذة موجزة عن المواقع الأثرية بالمنطقة.
- من المواقع الأثرية:
- الاحسبة: منطقة أثرية بها مقابر قديمة.
عشم: تقع في تهامة وجد بها بعض الفخاريات.
العبلاء: تقع بمحافظة العقيق وجد بها بعض الأثريات مثل قطع الفخاريات.
* كيف يمكن أن يُصنف متحف الباحة؟
- متحف الباحة عبارة عن متحف مصغر للمتحف الوطني، حيث يشتمل على آثار المملكة بصفة عامة - وجود بعض الصور للمملكة - لوحة تبين المتاحف في المملكة - آثار من داخل المنطقة وخارجها - عرض لبعض الأحجار القديمة الثمودية التي وجدت في قرية بني سار.
* ما أبرز شيء يميز متحف الباحة؟
- مصحف مخطوط بتاريخ 22 شعبان 1280هـ من صاحب السموّ الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
- المسكوكات البيزنطية والعثمانية والعباسية.
- النقوش الإسلامية على الحجارة.
* ثم ماذا عن نسبة الزوار من المنطقة وخارجها؟
- نُظمت زيارات للمدارس لزيارة المتحف، أما عن الزوار من المواطنين فمازالت نسبة متدنية، حيث لا تتجاوز الثلاثين زائرا يومياً، والنسبة إن شاء الله في ازدياد نتيجة للوعي وتعريف الناشئة بالذات.. والزيارة على فترتين صباحية ومسائية.
* وماذا عن التعاون مع الجهات ذات العلاقة بالمنطقة؟
- لا شك أن التعاون قائم، وهناك تعاون مع بعض الشركات مثل شركة التلفريك بالقمع لعرض بعض الموروثات الشعبية.
* العمارة التقليدية بمنطقة الباحة لها طابع خاص.. نود التعريف بها.
- العمارة حجرية وتغطى الأسقف بشجر العرعر واللحاء، ثم يوضع عليها التراب.. ولكون المنطقة تنقسم إلى ثلاثة اقسام رئيسية: السراة، تهامة، البادية فقد ظهرت ثلاثة أنماط من العمارة.
ومن أهم العمارة التقليدية بالمنطقة الحصون والتي تعد من اهم اثريات المنطقة.
* قرية (ذي عين) من أهم الأماكن الأثرية بالمنطقة.. ماذا عن هذه القرية؟
- تتميز بمجرى الماء على مدار السنة، ووجود المزارع بالقرب منها خاصة الموز مما يعطي منظراً مميزاً، والقرية كتلة واحدة.
* ما أهم الصناعات والحرف التقليدية بالمنطقة والتي يزخر المتحف ببعضها؟
- هناك الأدوات الزراعية والحلي والملابس.. وتشتهر المنطقة بكثير من الصناعات والحرف التقليدية مثل:
صناعة السيوف والخناجر، صناعة النسيج، الصياغة، البناء... وغيرها.
* كلمة أخيرة:
- أحب أن اشيد بالجهود الجبارة التي قام بها د. سعد الراشد وكيل الوزارة للآثار والمتاحف والاستاذ عبدالعزيز آل الشيخ مدير المتاحف بالمملكة والاستاذ عبدالرحمن المنصور وكيل مدير المتاحف، حيث كانوا يعملون معنا عند تجهيز المتحف، وكنا نعمل كفريق واحد في عرض اللوحات والأثريات.
كما أشيد بالاستاذ عوض السبالي -مدير إدارة التنقيب بالمتاحف- لدوره الفاعل في اعداد هذا المتحف.. والدعوة مفتوحة لتزويد المتحف بكل الأثريات في المنطقة، ونتمنى في المتحف من كل رب أسرة أن يصطحب أطفاله لزيارة المتحف.. وهناك تجاوب واضح، وكذلك الشباب لرؤية النقوشات الثمودية والكتابات الإسلامية.
ونتمنى أن يكون لنا موقع على الشبكة العنكبوتية، وأن يكون هناك ادارة للعرض.
|