* القاهرة - مكتب الجزيرة - غادة عبد الرحمن:
جاء خبر اعتزال الفنانة التونسية هند صبري لتمثل مفاجأة للكثيرين فقد أنهت الفنانة فيلمها( أحلى الأوقات) مع حنان ترك، ومنة شلبي وشاد النقاد به أسرعت الفنية للتحقق من صحة الخبر، وكانت إجابة هند صبري بمثابة مفاجأة ثانية حيث قالت ما تردد هو نصف الحقيقة، أما الحقيقة الكاملة هي ابتعادي عن الفن في هذه الفترة وتفرغي لمناقشة رسالة الماجسيتر في القانون، وهي بعنوان (الملكية الفكرية في السينما) وقبل بداية الحوار لابد من التنويه إلى أن الفنانة هند صبري اتخذت منذ بداية مشوارها الفني صورة الفنانة الأكثر جرأة وبدأت رحلتها في البحث عن الحرية وضعتها في مرمى نيران النقد والهجوم المباح وغير المباح خاصة عندما أقدمت على تقدم فيلم مذكرات مراهقة، وكانت أكثر جرأة في فيلم مواطن ومخبر وحرامي لم يكن أمامها غير التزام الصمت لتواصل حلمها الذي طالما راودها منذ الصغر.
ويبدو أن أحلى الأوقات كان نهاية المشوار الذي ظلت تبحث عنه الممثلة التونسية هند صبري لتنطلق الشائعات باعتزالها الفني وارتدائها الحجاب.. وإصابتها بحالة نفسية لصغر مساحة دورها في الفيلم وخلافها مع النجمة منة شلبي
** ما هي صحة الأنباء التي رددت اعتزالك للفن؟
- لم أعتزل الفن، ولكنها فترة مؤقتة، وذلك من أجل التفرغ لاستكمال رسالة الماجستير في القانون، وهي بعنوان الملكية الفكرية في السينما.
** هل يعني ذلك أنك لم تفكري في الاعتزال؟
- لم أفكر في الاعتزال مطلقا، ولم أصرح بذلك لأحد من أصدقائي أو معارفي أو المحيطين بي، كل ما في الأمر انني قلت سآخذ فترة راحة مدتها 6 أشهر لتحضير رسالة الماجستير في تونس، وحتى عندما فكرت في موضوع الرسالة أخذت موضوعا خاصا بالسينما أيضا وهو الملكية الفكرية في السينما.
حلم الملكية
** لكن هناك من أشاد بأنك تعرضت لضغط نفسي مما جعلك تتخذين قرار الاعتزال وارتداء الحجاب؟
- لم أعرف حتى الآن ما سر هذه الشائعة لكني أعتقد أن دوري في فيلم أحلى الأوقات كان له تأثير في ترويج هذا الكلام، أو بمعنى أدق ساعد على انتشاره خاصة أنني جسدت دور يسرية، وهي فتاة محجبة، وفي الشهور الأخيرة من الحمل، وتعاني من روتين الحياة الزوجية وافتقادها للرومانسية في حياتها وتكتشف أنها ليست الحياة التي كانت تحلم بها، لكن رغم ذلك أنا أشك في أن دوري يتحمل إطلاق هذه الشائعات الخاصة بارتدائي الحجاب الذي لا أرفضه فهو يشرفني لكني عندما أتخذ هذا القرار سوف أعلنه أمام الجميع.
** وما رأيك في البطولة الجماعية التي احتضنها بعض المخرجين في الفترة الأخيرة.. هل أفضل من البطولة المطلقة أم العكس؟
- انا لست في حكم الناقدة لأن النقد الفني له شروطه الموضوعية لكن لا أستطيع القول: إن البطولة الجماعية أفضل كثيرا من البطولة المطلقة، وكل ممثل له مساحة دوره التي يفرضها السيناريو ورؤية المخرج والعمل وعن نفس لا يهمني أن أكون بطلة من الجلدة إلى الجلدة وأترك نفسا دائما للدور الجيد مثلما حدث في (أحلى الأوقات) خاصة أنني قدمت دور يسرية الفتاة المصرية الشبراوية بشكل أشاد به معظم من شاهدوا الفيلم، وهذا أكبر نجاح بالنسبة لي وأعتبره أهم بكثير من البطولة المطلقة.
** ولماذا هذا الدور أهم من البطولة المطلقة؟
لأنه مختلف عن بقية الأدوار التي جسدتها أعجبني بكل تفاصيله التي درستها جيدا وتشبعت بالشخصية الموجودة على الورق التي ظهرت في الفيلم ترتدي الحجاب والفساتين الطويلة، وتتميز بروحها الخفيفة المحبة للضحك، وفي نفس الوقت تشعر أنها تفتقد الحب في زواجها اعتبرت هذا الدور تحديا أمام نفسي في أول دورلا أعتمد فيه على أنوثتي لدرجة أنني ظهرت في معظم مشاهده بدون مكياج أو ملابس مثيرة، وكان اعتمادها على الموهبة والأداء.
آلام الغربة ووحشتها
** وكيف استعدت يسرية لتخرج لنا بهذه الصورة الناجحة؟
- حاجات كثيرة أولا اجتهدت في اختياري لملابس الحمل التي تناسب مع دخل مدرسة ابتدائي سألت إحدى صديقاتي عن طريقة مشي الحوامل وجلوسهن وغيرها من التفاصيل الأخرى- والحمدلله- نجحت في تجسيد دور يسرية بشكل أشاد به النقاد وظهرت هند صبري المتهمة دائما بأدوار الإثارة بصورة مختلفة تماما عن أدوارها السابقة !!
** هل يوجد اختلاف بين السينما المصرية والتونسية؟
- في تونس الإيقاع في العمل هو إيقاع التنفس العادي الذي يعطيك الفرصة للاستعداد بشكل بطيء، ولكن السينما المصرية صناعة فيها احتراف أكثر وتتطلب سرعة في العمل، وفي الاستعداد، وفي كل شيء، والأهم هو التعامل مع مخرج له قضية ومضمون رسالة العمل يجعل معادلة السوق على هامش العمل، وليست في مركزه وهذا يعني إخلاصا للفن وسيادة للإحساس على كل شيء في العمل وهذا النوع أقرب إلى التونسيين الذين عملت معهم.
|