كنت أشاهد حلقة من طاش ما طاش، وكانت الحلقة عن زيجتين إحداهما في قرية والأخرى في مدينة، فكانت التي في القرية فرح وسعادة، أما التي في المدنية فكانت طقوساً غير مقبولة بالرغم من ممارستها.
حدثني أحدهم فقال: دعيت إلى زاوج في أحد الفنادق الفخمة، ومن عادتي أن أحضر كل الدعوات التي توجه إليّ، فذهبت لمكان العرس في الساعة التاسعة مساءً ظناً مني أني قد تأخرت، فلما جئت المحفل لم أجد أحداً إلا من يقومون بتسوية الكراسي، فسألت أحدهم عن أهل العرس فقال: أنت قروي، الناس ما تجي إلا بعد الساعة العاشرة ليلاً. فقلت ومتى عشاؤهم؟ قال الساعة الثانية عشرة ليلاً، أما النساء فالثالثة والنصف. قال محدثي فرجعت لبيتي ونمت قبل الساعة الثانية التي هي موعد دخول العريس والعشاء الذي صار سحوراً!!
محدثي رجل صادق وأعرفه وأعرف صدقه، وما حكاه هو الواقع اليوم للأسف في بعض الزيجات، فكثير من الذين يحيون حفلات الزواج في الفنادق أو القصور الفخمة لا يتواجدون إلا بعد ساعات متأخرة من الليل، وأما خروج النساء فمع خروج الشمس، أي أن ليلهن نهار ونهارهن ليل وبينهما فجوة!!
وكثيراً ما تجد سائق العائلة العالية نائماً في سيارته وقد أشعل مكيف السيارة انتظاراً ل(العمّة) كي تخرج إليه بعد بزوغ قرص الشمس، ولا أدري متى ينام زوجها تلك الليلة.
هذه عادة سيئة لعدة أسباب، وربما قال أحدهم: إن كل شيء تطور وإن الناس أحرار في اختيار أوقاتهم فلا تحكمهم بوقت. وأقول لهؤلاء إن هذا التقليد لا فائدة منه ولا مصلحة وراءه، فلماذا لا نبكر والبكور بركة.
وأتساءل ما الهدف من تأخير مراسم إدخال العريس المسكين إلى قبيل صلاة الفجر، وماذا سيجني من التأخير ؟!!
خاصة وأن كثيراً من الرجال يمنعون نساءهم من حضور تلك المناسبات، لأنه يريد أن ينهي زيارته ثم يمكث ساعة أو ساعتين ويأخذ أسرته، أما والحالة هكذا فهو لن يبقى عند باب النساء منتظراً زوجته وبناته ومحارمه، ومن هنا يقل التواصل المقصود منه حفل الزواج.
هذه بعض الأشياء التي تحضرني من جراء التأخر في حفلات الزواج.
فاكس 2372911
|