يصدمك قول الجيل الحالي من مثقفينا ومفكرينا في الوطن العربي حينما يقولون وبتبرم واضح أنهم غير معنيين في البحث عن حلول لقضايانا الملتهبة والساملة، وغير مكلفين في البحث عن دواء لأمراضنا المستفحلة جراء الإهمال، ويزعمون -أيضاً- وبمراوغة تذهلك انهم غير مفوضين في إقالة عثراتنا المؤلمة، وكبواتنا الموجعة، وخيباتنا الكثيرة، فهي كما يتصورون ليست مهمتهم و(شغلهم) الشاغل، إنما يجب أن تكون هذه المهمة في صلب اختصاص الجيل الجديد.. الذي عليه أن يحرر الأوطان، ويستعيد المقدسات العزيزة على قلوبنا، وينسينا بعض الهزائم المؤلمة.
فهم كما يقولون أو يزعمون -نعني الجيل الحالي من منظرين ومفكرين- أنهم لم يتلقوا إلا هزيمة واحدة، ولم يتعرضوا إلا لنكسة أو (نُكيْسَةٍ) واحدة فقط، فكيف يُطالبون أن (يحلحلوا) لنا هذه الإشكالية في إرثنا الطويل من النكسات، والإرتكاسات.
مؤكد أنهم بعد هذا التصريح والتلميح بلا عقول وبلا قلوب، لأنهم حينما شعروا أنهم مطالبون بتقديم خطابهم بكل وضوح، ها هم يحاولون المراوغة.. نعم أقول (المراوغة) وأضعها بين أربعة أقواس لكي لا تراوغني أيضاً وتفر نحو الماضي، فهذه المراوغة تعكس - فعلاً- حالتهم التي عاشوا فيها يقفزون بين هذا الحبل وذاك حتى جاء اليوم الذي يقف لهم المجتمع في مصارحة حقيقية يسأل فيها: من المسؤول عن الدفاع عن قضايا الأمة وإعادة حقوقها؟ أهو الجيل الحالي بما يملك من إدعاء النضج والمسؤولية؟ أم تراه الجيل الجديد الذي لا يزال يبحث عن طريقة بين أنقاض معركتنا مع البقاء؟
|