في مثل هذا اليوم من عام 1961 فشل انقلاب قادته الولايات المتحدة ضد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
ففي يناير من عام 1959 أدى دخول ارنستو (تشي) جيفارا وفيديل كاسترو هافانا دخول الفاتحين إلى إثارة مخاوف الإدارة الأمريكية والرئيس دوايت ايزنهاور من انتشار الشيوعية في بلدان أمريكا اللاتينية. وبعد حصولها على موافقة ايزنهاور للتعاون مع المنظمات الإرهابية، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية، السي آي اي، بتنظيم المنفيين الكوبيين وتمويلهم وتسليحهم وتدريبهم من أجل تخريب سياسة كاسترو.
وقد خولت الوكالة في إطار من السرية التامة القيام بعمليات اغتيال ضد شخص الرئيس الكوبي كما كشفت اللجنة الخاصة المنبثقة عن مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1975م.
هكذا بدأت ومنذ عام 1959 حرب غير معلنة تشنها الولايات المتحدة على كوبا.
كان الرئيس ايزنهاور قد وافق على إنفاق 13 مليون دولار لإنشاء معسكر تدريب إرهابي في جواتيمالا حيث كان المنفيون المعارضون لكاسترو يحضرون لاجتياح كوبا.
وقد بدأ هذا الاجتياح عندما قام طيارون يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية بقصف مطاري سنتياجو في كوبا وسان انطونيو في لوس باموس إضافة إلى طائرات سلاح الجو الكوبي الرابضة في هافانا.
وبعد يومين وعند ساعات الصباح الأولى، اقترب 1500 إرهابي من خليج الخنازير لكن قوات كاسترو أغرقت السفن وقضت على رجال الكوماندوز المناهضين وأسرت من وصلوا منهم إلى الشاطئ.
وفيما كانت القنابل تنهال على كوبا طلب راوول روا المندوب الدائم لكوبا في الأمم المتحدة مساعدة الأمم المتحدة موضحا أن بلاده تتعرض لهجوم (من قبل مرتزقة قادمين من جواتيمالا وفلوريدا قامت الولايات المتحدة بتنظيمهم وتمويلهم وتسليحهم).
رفض السفير الامريكي ادلاي ستفنسون الاتهامات واعتبرها (عارية تماما عن الصحة، ولم تقم الولايات المتحدة بأي اعتداء على كوبا).
وقدم السفير البريطاني باتريك دين الدعم لستفنسون قائلاً: (تعرف حكومة المملكة المتحدة من خلال تجربتها أن بإمكانها الوثوق بكلام الولايات المتحدة).
بيد انه لم يكن بالإمكان نفي الوقائع لمدة طويلة وقد قرر خليفة دوايت ايزنهاور في سدة الرئاسة، جون ف.كينيدي الاعتراف بالحقيقة وتحمل المسؤولية وذلك في إعلان صادر عن البيت الأبيض (قال الرئيس كينيدي منذ البداية انه يتحمل وحده المسؤولية بصفته رئيساً).
لكن ابتداء من اليوم التالي استأنفت واشنطن حربها على نظام كاسترو وفرضت حظرا شاملاً على البضائع الأمريكية المتوجهة إلى كوبا.
|