Sunday 18th July,200411616العددالأحد 1 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

احذروا قطع الأرزاق احذروا قطع الأرزاق

لماذا كل هذا والله سبحانه يقول {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ}، وقال {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَاَ}، والحديث يقول (أتى رجل إلى رسول الله فأمر له بثلاثة دراهم ليشتري بأحدها فأساً وبالآخر حبلاً وبالثالث طعاماً لأهله ثم قال: اذهب واحتطب ولا أراك خمسة عشر يوما..) إلى آخر الحديث. ألا يدل ذلك على إلزام العبد بالبحث عن رزقه وعياله حتى لا يضطر إلى السؤال؟ بلى والله. وبيت القصيد أني قرأت ما نشرته جريدتنا (الجزيرة) في صفحة (المجتمع) يوم الخميس الموافق 20-5-1425ه في (نبض الشارع) تحت عنوان: استفحلت الظاهرة خلال الصيف.. بسطات وسيارات متنقلة تبيع الخضار والفاكهة في شوارع وميادين الطائف تسبب تكدسا مروريا، قال فيه فهد الثبيتي: إن هذا الوضع يتكرر كل عام في الصيف.
وقال: إن هؤلاء يضايقون المارة ويسببون زحاما مروريا، مشيراً بأصابع الاتهام إلى أن بعض التجار يفعل ذلك طمعا في زيادة الربح في الصيف، وقال: ربما تكون المبيعات مغشوشة ومنتهية الصلاحية وربما عن طريق باعة معظمهم من الوافدين، ويدعو إلى إيقاف تلك الظاهرة... انتهى.
في البداية أقول: لماذا محاصرة الباعة المتجولين والتضييق على المصطافين؟ أليس هذا تسهيلاً على المواطنين في الحصول على مبتغاهم من مكان قريب؟ وهل كل الناس سيذهبون إلى الأسواق العامة أو هل كل الناس يوجد البائعون قرب منازلهم؟ هذا مستحيل. هذا من جانب ومن جانب آخر مثل هؤلاء الباعة لا أشك أن لدى الكثير منهم عائلات، وأشك أن لديهم أرصدة في البنوك يستطيعون الإنفاق منها حالما يمنعون من البيع، وأجزم أنه ليس باستطاعتهم استئجار محال ليبيعوا فيها أو لم يجدوا محال ليستأجروها، وقد تجد أن رأس ماله في جيبه، وهل تتصور البلديات أن هؤلاء يفضلون الوقوف على أرجلهم بالساعات ليبيعوا من أجل أن يضيفوا إلى أرصدتهم في البنوك؟ لا أعتقد بل من أجل أن يطعموا أطفالهم. وهل يتصور مسؤولو البلديات أن هؤلاء فضلوا هذه المهنة على الجلوس في المكاتب وعلى الكراسي وتحت المكيفات أم أن الهدف التضييق عليهم ليتركوا تلك المهنة ويتحولوا إلى سلوكيات الشحاذة في الأسواق وعلى أبواب المساجد التي نتمنى زوالها عن بلادنا عاجلاً غير آجل؟!
أرى أنه لزاماً على البلديات في كل مكان أن تهيئ الأماكن المناسبة لمثل هؤلاء في الكثير من الشوارع على أن يهتم أولئك بنظافة الشوارع أو الأماكن التي يبيعون فيها جوار المدارس والمساجد والملاهي والمجمعات؛ فلا يتركوا مخلفات البيع على الأرض، وإن على البلديات التأكد من صلاحية ما يبيعه هؤلاء وغيرهم في المحلات فقد يبيعون أسوأ مما يبيعه أولئك وخاصة في الطائف انتهازاً للفرص ولكثرة المصطافين وعلى البلديات التأكد من هؤلاء الباعة وهوياتهم، وأن يمنع غير السعودي بل ويرحل لأنه في حكم المتسيب أو المكفول المسيب، ولكن احذروا قطع الأرزاق بل هيئوها وسهلوا أمرها، والله أسأل التوفيق للجميع.

صالح العبد الرحمن التويجري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved