لقد نجح سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس التحرير في جعل الجزيرة مرآة للرأي الإيجابي المتفتح ومنبرا للحوار البناء بين كتاب الجزيرة وقرائهم الكثر الذين أصبحوا يتلهفون لنسختهم من الجزيرة مع إشراقة كل صباح.
ولعل المتابع للدور البناء الذي أصبحت تقوم به (الجزيرة) في استضافة حوار نحن في أمس الحاجة إليه لا يمكنه أن يغفل الدور الفاعل الذي يتجشمه الأستاذ المالك إذ يمارس الضيافة بصدر رحب، فيقدم الملعب والشبكة والكرة، ويعلق صفارة الحكم في رقبته أيضاً.
وكأي مباراة يحاول الحكم أن يكون محايدا فيها يلجأ بعض أفراد طرفي الحوار إلى محاولة تمرير المخالفات أو السقوط المتعمد في (منطقة الجزاء) أو حتى ضرب الخصم بعيدا عن أعين الحكم. وقد لاحظت بعضا من ذلك في مشاركات الإخوة القراء، وهي على نوعين:
1- نقد كاتب معين قدم فكرة أو طرحا لا يروق للقارئ، أو (هجومية).
2- الدفاع عن كاتب مفضل بغض النظر عن الفكرة المطروحة للحوار. أو (دفاعية).
وكلتا الحالتين تتحول غالبا ومع الأسف إلى (شخصية).
ومن حق أي قارئ نقد أو انتقاد فكرة أو طرح أو حتى كاتب معين لكن في حدود آداب للحوار أتمنى أن يوفق حكمنا في إيضاحها للجميع. وإنني هنا أتعاطف مع رئيس التحرير وزملائه الذين لا يستطيعون حجب النقد الجيد لاحتوائه بعض الأخطاء، مع أن بعضها يستحق كارتا أحمر في نظري. فبعض المشاركين يلجأ إلى الشتم و التجريح السافر أو المبطن، وهم قلة. غير أن الكثير يستعيض عن ذلك بمحاولة التخويف والإرهاب عن طريق محاولة الإيقاع بين الكاتب وجهة أخرى قد تؤذيه، أو تذكيره بالعقاب الشديد الذي ينتظره في الآخرة (بدون تحديد). أو اتهامه بنوايا سيئة مجهولة أو بمعاناته من مشاكل نفسية أو عقلية. وهناك أمر خطير جدا يقدم عليه بعض القراء وهم قلة قليلة حين ينطلقون من الإعجاب المفرط بكاتب معين في دفاعهم (عنه) فيحاولون جعله فوق النقد، والادعاء بأن أفكاره وطروحاته (كاملة) ولا مجال فيها لرأي آخر، والويل لمن ينقدها، وهذا يدعونا إلى الخوف والحذر من ممارسة ما يسمى ب (كَلْتْ cult) أو (تعظيم الفرد) وهذه ظاهرة تواجدت في مجتمعات غربية ولها أسبابها ونتائجها الوخيمة وهي متروكة للمختصين الذين نأمل أن ينبري أحدهم وينورنا عنها.
وردود هؤلاء القلة عادة تكون متشابهة وكأنها معلبة تم إعدادها مسبقا ربما من قبل الكتاب أنفسهم للاستعمال من قبل أتباعهم للدفاع عنهم عند الحاجة.
ختاما أكرر شكري وكافة القراء لرئيس تحرير جريدتنا المفضلة وزملائه ونتمنى لهم التوفيق في منع (الفاولات) العنيفة التي قد تسبب الإعاقة وتحرمنا من إمتاعات أحد نجومنا إلى الأبد.
والله الموفق،،
م. منصور بن محمد الحميدان |