Sunday 18th July,200411616العددالأحد 1 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

إلى القلوب النابضة إلى القلوب النابضة
مها عبدالله السعلو/رئيسة تمريض الأطفال / عضو لجنة تقييم فنيي التمريض بالقصيم

إليكِ يا من يثلج صدري رؤيتها تغدو وتروح تخفف من عناء هذا المريض وذاك، أيحق أن أبث بين جوانحك حديثاً طالما دار في خلدي وفي أمواج الحياة ومع زحمة الهموم والمشاكل، فأنا من الذين يمرون عليك صباحا أو مساء. أياد بيضاء تضمد الجراح وتشعل قناديل الأمل وقوارب نجاة تحمل ذوي المعاناة إلى شواطىء السعادة قدر ما تستطيع. إليك يا صاحبة المسئولية: انتبهي فمهنتكِ ليست بالسهلة اليسيرة وذاك.. أتراكِ.. علمت أنها طريقك إلى الجنة.
نعم طريقك إلى الجنة.. ولن كيف؟ لكم يسعدني أن أراكِ.. وفي عينيكِ نور الحماس للعمل ومساعدة الآخرين ولكم يملأ قلبي فرحاً نظرات الرحمة تلك التي تطل من عينيكِ عندما ترين مريضاً يئن أو طفلاً يتألم وبعدها تسارعين في بذل جهدك لإزالة ذاك العناء ومسح ذلك الألم وتتعبين في ذلك أشد التعب ولكن ترى لأي شيء كان ذاك؟ أكان لله أم أنه عمل الزقتِ به وتقومين به دون روح. اعلمي أن الإخلاص هو روح العمل وعماده فإذا خلا العمل من الإخلاص لله فكأنه لم يكن فجددي النية فما زال في الوقت متسع.
أيتها الأنوار المتلالئة التي تسعى جاهدة لتأسو الجراح النازفة فهل كنت بلسماً لجراح النفوس والقلوب.. اجل إن ابتسامتك الصادقة لهذه المريضة أو تلك وبكلمات مخلصة تبثينها لها عن خطأ ارتكبتيه أو أمر من أمور دينها أو دنياها تعلمينها إياها. علمتني الحياة أن الابتسامة والتفاؤل جواز سفر تعبر بها إلى قلوب الآخرين وبالكلمة الطيبة تستطيعين أن تنالي أكثر مما تريدين وتملكي أغر شيء عند الآخرين وهي لا تكلفك جهداً ولا مشقة وتستطيعين أن تقوليها في أي وقت.
اجعلي الامل شعاراً لك وكوني طموحة حتى ترضي غرورك فقيمتك في هذه الدنيا على قدر ما تحقيقينه من أهداف سامية تدور في عقلك.
حافظي دائماً على ألا تدعي مكاناً إلا وتتركي خلفك ذكرى طيبة جميلة وسيرة عطرة وكلمة صادقة يتذكركِ بها الآخرون.
اجيبي الله إذا دعاك يجبكِ إذا دعوته. وأعطِ الله ما طلبه من طاعة يعطك من رحمته ما طلبته فاحرصي على البعد كل البعد عما يمس دينك وشرفك بسوء وما يقلل من قيمتكِ ووظيفتك الشريفة وابقِ درة مصونة وبذلك تردين على الحملة الشرسة التي يقومون بها على الممرضة صباحا ومساء.
وفي الختام اتمنى أن يكون كلامي في الصميم وأن يجد له مكاناً في قلبك الكبير يا صاحبة القلب النابض بالرحمة وما كل ما كتبته هو ما تحتاجين إليه ولكن هذه بداية وعليك الإكمال بالتطبيق واسعي دائماً إلى الكمال والمثالية حفظكِ الله لدينكِ ووطنك ورعاكِ يدا بيضاء يجري الله عليها الشفاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved