* جدة - خالد صالح الفاضلي:
يواجه الآلاف من الأطفال الأفارقة (من 3 أشهر إلى 6 سنوات) خطر الموت على أرصفة شوارع مدينة جدة بضربات شمس مباشرة،أو المرض حتى الموت دون علاج، أو الدعس تحت عجلات السيارات، بسبب استخدام أهلهم وذويهم لهم في تجارة التسول، بهذه الخلاصة قال عشرات الشباب ل(الجزيرة) موقفهم من تزايد عمليات استغلال أطفال تدل بشرتهم الداكنة ورطانة ألسنتهم على أنهم ينتمون لأفريقيا السوداء.
تصف الجهات الحكومية الأفريقيات بالمقيمات بطريقة غير شرعية (عادة يرفض كثير من رجال ونساء الدول الفقيرة، خاصة الأفريقية، العودة إلى بلدانهم بعد دخول الأراضي السعودية لأداء الحج أو العمرة).
وأكد ل(الجزيرة) يوم أمس مسئول في الهلال الأحمر بمدينة جدة أن ربع السنة الأول لعام 1425 ه انتهى بتعرض 176 من غير السعوديين للدعس غالبيتهم من الأفارقة، منها 9 حالات لأطفال وسيدات مجهولي الاسم، وقال: (إن الأطفال الأفارقة يتعرضون لحوادث دعس سيارات بنسبة أكبر من بقية الجنسيات، وكذلك أمهاتهم، إضافة إلى تعرضهم إلى إجهاد حراري عال).
وقال: (نتعب كثيرا في سعينا لإنقاذ حياة أطفال أفارقة بسبب إهمال أهلهم وتسريحهم في الشوارع).
ينتشر في جدة آلاف من الأمهات الأفريقيات الناشطات في جمع علب المشروبات الغازية الفارغة على امتداد ساعات الليل والنهار من صناديق النفايات المنتشرة، مع تمسكهن بنقل أطفالهن معهن أثناء تجولهن في الشوارع حتى لو كانت درجة الحرارة عند الظهيرة 45 مئوية أو أكثر.
توجد في المملكة قرارات تمنع المستشفيات الحكومية والأهلية من تقديم أي عون صحي لمخالفي أنظمة الإقامة السعودية، لكن يحدث مساعدات في الحالات الصعبة رغم وجود غرامات مالية وعقوبات.
وتحدثت ل(الجزيرة) بعض الأفريقيات أثناء تجميعهن الخردوات في شوارع جدة يوم أمس، فأتضح عدم اهتمامهن بمخاطر تعرض أطفالهن لجراثيم أوبئة أثناء بحثهن في محتويات صناديق النفايات لساعات طويلة، وكذلك أثناء نقلهن حصاد يومهن إلى أحواش داخل جدة القديمة متخصصة بتجميع وشراء مواد تندرج في قائمة المخلفات القابلة لبرامج إعادة التصنيع.
وقال أطباء ل (الجزيرة) يوم أمس في جدة الظاهرة خطرة جداً على حياة الأطفال الأفارقة، وأمهاتهم أيضا، وطالبوا بسن تشريعات جديدة تمنح القانون صلاحية منع الإفريقيات من اصطحاب صغارهن تحت الشمس الضاربة، أو تعريضهم لمخاطر الجراثيم والأوبئة، وكذلك عاهات ناتجة عن حوادث دعس، فيما أكد الدكتور عبدالسلام اليامي على أن نسبة التعرض لخطر الأمراض المتقدمة ونقلها عالية.
يتحكم أشخاص غير سعوديين (يعيش غالبيتهم بطريقة غير شرعية) بتجارة شراء الخردوات المعدنية، وعلب المشروبات الغازية الفارغة المصنوعة من الألمنيوم، وتجميعها في أحواش داخل أحياء سكنية، ويدفعون كما يقول (مذهب فيروز، باكستاني) ثلاثة ريالات فقط لكل 5 كيلو غرامات، ثم بيعها على مصانع أو مصدرين لديهم نشاط في مجالات إعادة التصنيع داخل السعودية أو خارجها.
واشارت غرفة تجارة جدة في دراسات اقتصادية متعددة أن مجالات تجميع خردوات الحديد والألمنيوم وبيعها يدر ملايين الدولارات، وأنها تدار بشكل غير قانوني، ويتحكم فيها أجانب بطرق غير قانونية.
من ناحيتها، كشف يوم أمس عناصر في دورية تابعة لمديرية جوازات جدة (وهي الجهة الأكثر تماساً مع غير السعوديين) عن أن الأفريقيات يصطحبن صغارهن كدروع حماية من احتمال القبض عليهن وترحيلهن إلى بلدانهن.
وذكرت تقارير صحافية ودراسات قيام سيدات افريقيات باستئجار أطفال من أمهات، واصطحابهم معهن مقابل أجر يومي لحمايتهن من قوانين الترحيل الفوري أثناء تجوالهن في الطرق، واستخدامهم كأدوات تسول واستجداء عند إشارات المرور، وأمام أبواب المطاعم والمتاجر الفارهة.
وفي السياق نفسه، أثار باحثون سعوديون ومراكز دراسة احتمالات تزايد تواجد السيدات الأفريقيات وأطفالهن نتيجة تزاوجهن داخل بيئة مغلقة، ضمن طقوس خاصة، ودون الرجوع إلى الجهات الحكومية.
وتنص القوانين على حجب وثيقة (شهادة الميلاد) عن كل مولود يكون أحد أبويه مقيما بطريقة غير شرعية.
وتوجد تأكيدات على أن أمهات اأفريقيات مقيمات بطريقة غير شرعية تخلصن من أطفالهن حال ولادتهن بوضعهم بالقرب من أبواب مساجد مدينة جدة عند صلاة الفجر (الخامسة صباحاً)، أو بجوار مراكز التسوق والمستشفيات في فترة ذروة الزحام (بعد غروب الشمس) حتى يتم التقاطهم وتربيتهم، ورعايتهم، وتعليمهم في مساكن ومدارس مخصصة لاحتواء اللقطاء والأيتام حتى يستكملوا تعليمهم الثانوي.
وترعى المملكة مساكن ومدارس تتولى مهمة تربية اللقطاء ' الذين ألقت بهم امهاتهم، وتمنحهم أسماء عربية، وترعى الفتيان إلى سن الثامنة عشر، أما الفتيات فيحق لهن الإقامة حتى يتزوجن.^
وتميل توقعات إلى وجود أكثر من مائة ألف سيدة أفريقية يمارسن تسولا يوميا أو جمع علب المنيوم وخردوات معدنية من صناديق النفايات في جدة، الرياض، الدمام، وهي المدن الأكثر كثافة سكانية بمتوسط يصل ثلاثة ملايين.
|