** في تلك الحوارات الجميلة.. التي نعايشها في وسائل إعلامنا -كما أسلفت- طروحات رائعة تثلج الصدر.. وتعكس حجم ثقافتنا -كسعوديين- ورقي أدواتنا في الحوار وسعة أفقنا..
** عايشنا بالفعل حوارات راقية متميزة.. حوارات أثرت الساحة.. وملأت الدنيا حولنا.. فكراً ونقاشاً.. وأشبعت العديد من القضايا.. ووضعت النقاط على الحروف
** الدولة -وفقها الله- شجَّعت ورعت وتعهدت بالعناية بهذا الحوار.. وسقته بمداد لا ينضب.. من الرعاية والاهتمام.. مما شجَّعه وجعله يصل إلى هذا المستوى
** الحوار.. طريق الناجحين.. وأسلوب حضاري للتعامل.. والذي يغضب من الحوار أو يزعجه الحوار.. لا شك أن لديه خللاً وقصوراً وضيق أفق..
** غير أن المزعج.. هو من يستثمر هذا الحوار لتمرير أفكار كلها شطط وغلو.. وكلها مبالغات أو جموح عن جادة الحق
** لقد قرأنا كتابات -وهي قليلة بفضل الله- لا يمكن قبولها.. بل هي الغلو بنفسه..
** وقرأنا أيضاً.. كتابات في الاتجاه الآخر.. وكانت غلواً وعنفاً آخر.. وهو الآخر مذموم ولا يمكن قبوله
** هناك من استثمر الفرصة وهاجم جماعات تحفيظ القرآن الكريم.. مع أنها -وكل من يعرفها- هي مجرد جماعات تحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده.. حفظاً وتجويداً وتلاوةً.. وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالسياسة أو بالعنف أو بالإرهاب أو بالقتل..
** إن أكثر ثلاثة آذوا الوطن.. هم = ابن لادن.. والمسعري.. والفقيه = وكلهم ليسوا من خريجي جماعات تحفيظ القرآن.. ولا جامعة الإمام.. ولا المدارس الشرعية
.. فابن لادن.. تخصصه إدارة أو اقتصاد حسب علمي.. والمسعري فيزيا.. والفقيه طب.. وهؤلاء الثلاثة.. من أكثر الناس شططاً وغلواً وعنفاً.. ومثلهم.. وغيرهم ممن شط وغلا.. وصار شوكةً في خاصرة وطنه وأهله وأمته.. وصار عدواً لدوداً..
** جماعات تحفيظ القرآن.. لا تُدرِّس غير القرآن وعلومه.. وليس في مناهجنا غير ذلك.. كما أن مناهجنا.. لا تدرِّس أي علم أو فن آخر.. له علاقة بالسياسة أو الفكر أو الأحزاب أو أي شيء آخر.
** ثم إن هذه الجماعات.. خرَّجت مئات الآلاف من الشباب.. وكلهم في مستوى المسؤولية والالتزام والولاء لأمتهم ووطنهم وقيادتهم.. ليس فيهم متطرف.. ولا مجرم.. ولا مفسد.. ولا إرهابي.. ولا قاطع طريق.. بل كل ما قرأوه هناك.. يحذر من هذه الأفعال القبيحة السيئة المرفوضة.
** لقد هاجم بعض كتابنا -سامحهم الله- جماعات تحفيظ القرآن.. تلك التي تدرِّس أولادنا كلام الله.. واتهموها زوراً.. برعاية الإرهاب.. أو أنها غطاء للإرهاب.. أو أنها خرَّجت إرهابيين.. وهذا.. هو الظلم والتجني بعينه..
** أين الدليل؟
** أين المعلومة التي تعضد هذه التهمة؟
** أين الحقيقة التي استندوا لها؟
** ومعلوم.. أن الشخص الذي يتحدث بدون دليل أو معلومة.. ولا ينطلق من حقيقة.. انه إنسان مغرض كاره لما انتقده بدون هذا الدليل.. وأبسط ما يقال عن هؤلاء.. انهم غير منصفين.. وغير محايدين.. ويفتقدون للأمانة والنزاهة والموضوعية
** لقد شنَّوا حملات شعواء.. على هذه الجماعات.. وعلى جامعة الإمام والمعاهد العلمية.. ونحن نعرف خريجي هذه الجماعات والجامعة والمعاهد العلمية من أبنائنا وأصدقائنا وأقاربنا وزملائنا ومعارفنا.. وهم.. بالمئات.. وليس فيهم إرهابي واحد أو مفسد واحد.. أو متطرف واحد.. أو حتى من يحمل فكراً فيه غلو أو غير مسؤول.
** فيهم المدرس.. والداعية.. والقاضي.. وإمام المسجد.. والموظف.. والمحامي.. ورجل الأعمال وغيرهم.. ولا نعرف واحداً منهم على الأقل.. يحمل فكراً إجرامياً.. كما هو فكر أولئك المجرمين المفسدين.. الذين عثوا في الأرض فساداً.. حتى ولا أعرف شخصاً واحداً يتعاطف معهم أو على الأقل.. يسكت عنهم.. بل متى مرَّ ذكرهم عند هؤلاء.. أوسعوهم نقداً وتحذيراً من أفكارهم.
** إذاً.. كيف نتجنَّى على هذه الجماعات.. أو على جامعة الإمام.. أو على المعاهد العلمية أو المراكز الصيفية ونقول.. إنها تُفرِّخ للإرهاب أو للإرهابيين؟
** كيف يُنشر هذا الكلام الذي كله تزويرٌ وغشٌ وكذب ٌوافتراء؟
* إذا كان هذا الشخص أو غيره.. يكره هذه المحاضن.. فليقل ذلك علناً أو يصمت.. ونحن نناقشه على كراهيته.. ونحاوره ونسأله.. لماذا يكرهها؟
** أما ان يحوِّر الأمر إلى ادعاء انها مركز للإرهاب والإرهابيين.. أو يقول.. ان نسبة من خريجيها إرهابيون أو مجرمون أو مفسدون.. فهذا الزور بعينه.. ونقول له.. ألف (مْعَصِيْ).
** إن هؤلاء المفسدين الذين فجَّروا أو دمَّروا وقتلوا وأفسدوا في الأرض.. درسوا في أكثر من مكان.. فلا يجمعهم محضن دراسي واحد.. لا كلية.. ولا معهد.. ولا مركز صيفي.. ولا جماعة تحفيظ.. بل ان أكثرهم.. لا يحفظ (المعوذات)
** هل يريد هؤلاء مثلاً.. أن تغلق جماعات تحفيظ القرآن الكريم.. والجامعات والمعاهد الشرعية؟
** هل يريدون.. غلق كل ما هو شرعي؟
** لماذا لا يقولون ذلك علناً؟
** ان للحوار أصولاً ومبادئ وأخلاقاً وقيماً.. متى فقدها.. صار (هواشاً).. وصار (سباباً) وصار تجنياً وكذباً وفهلوة وليس حواراً.
|