عندما شاهدت صورة إعلانية للكابتن الصديق صالح العريض مقدم برنامج مواهب وأفكار الشهير والتي استخدمها أحد المنتزهات الكبيرة وتملأ الآن شوارع مدينة الرياض استناداً إلى شهرة صالح العريضة ونجوميته المتوقدة زاده الله تألقا حاولت ان أتبين وجهه وملامحه (المسمسمة) بعد ان حدقت في صورة الاعلان ولكني لم أتبين منه شيئاً، ولولا المعرفة الشخصية والجو العام للاعلان واسم المنتزه لما عرفت ان من أقف على بعد مترين منه هو صديقي الكابتن صالح! فقد كان على عينيه شيء ما يشبه لاصق الجروح! وبدون تفكير أخرجت الجوال من جيبي لاتصل مطمئنا على سلامته وسلامة عينيه ولكني أوقفت المكالمة بعد ان دققت النظر فعرفت ان تلك ليست إصابة تعرض لها وهو يقوم بإحدى فقراته مبهجا الأطفال وراسماً الابتسامة على شفاههم ولكن صورته جاءت بهذا الشكل بسبب أنها في لوحة اعلانية! لم تكن صورته واضحة بل لقد كانت صورة سمكة الدلفين التي تقفز عند كتفه كانت أكثر وضوحاً منه لدرجة أنني عرفت انها سمكة دلفين من أول نظرة! المعلن توقع انه عندما يضع صورة لرجل مشهور فإنها ستغني عن كتابة اسمه وهذا صحيح لو كانت صورة الكابتن صالح جاءت كما صورتها الكاميرا!
هذا الاعلان وغيره الكثير من الاعلانات في لوحات الشوارع تتعرض صورها للطمس والتعديل قبل تعليقها حيث يبدو ان الصورة تمر بمرحلتين الأولى مرحلة التصوير والتحميض العادية ومرحلة أخيرة ينفذها أشخاص متخصصون بطمس ملامح الأشخاص في وكالات الاعلان، وإذا كان هناك مبرر للطمس فلماذا فقط صور لوحات الشوارع؟! الصور تملأ الدنيا من حولنا حتى تحول العالم إلى صورة يومية أمامنا في الصحف والمجلات والتلفزيون وغيرها! سؤال ك لماذا قبل ان نطرحه على أنفسنا يطرحه أطفالنا علينا الاجابات تفتح أسئلة أخرى تبدو إجاباتها محيرة بشكل أكبر! عندما نقف عند الاشارات ونشاهد هذا الطمس الذي أحيانا يحاول المعلنون للتحايل عليه فيبدو مضحكا من ناحية ومن أخرى يوضح كم نحن متناقضون!
وهذا التناقض الذي نصر عليه بلاشك ان له تأثيرات على سلوكياتنا وعلى تربية أطفالنا هذا إذا عرفنا ان كثيرا من نواحي حياتنا لا يتم التعامل معها بالوضوح المطلوب فتقدمنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين متناقضين!
أتمنى للكابتن صالح السلامة الدائمة ليظل ينشر إبداعاته للأطفال داخل الشاشة وخارجها وان تكون صورة سليمة كما أشاهدها في التلفزيون والصحف واعلانات المنتزهات حتى لا أقلق على صحته مرة أخرى!
|