الحياة مدرسة تزودنا أحداثها الطبيعية والتلقائية بخبرات ثرية وتعلمنا دروسا عظيمة لا نجدها في مدرسة أو نقرأها في كتاب وتتسم دروس الحياة بأنها فطرية لا تأتي في سياقات مبرمجة أو مصطنعة.
إن أعظم ما يمكن أن نتعلمه من دروس الحياة هو حقيقة الناس أنفسهم: كيف يتصرفون وكيف يفكرون وكيف يتعاملون بعضهم مع البعض، كثير من الناس لا يكشفون لنا عن طبيعتهم ولا عن حقيقة تفكيرهم وسلوكهم في الظروف الشكلية المصطنعة المألوفة في الظروف المعتادة السائدة يغلب على التعامل بين الناس المجاملة وتبادل العبارات الشكلية الجوفاء المبرمجة دون إحساس عميق بالموقف.
يصعب تماما ان تكتشف حقيقة تفكير الناس من حولك وتفسير تصرفاتهم طالما بقي تعاملك معهم على السطح ولم ينفذ إلى مصالحهم وطموحاتهم ومعيشتهم ولكن عندما تجد نفسك حكما بين طموحات الناس ومطالبهم الشخصية من جهة والنظام الذي يقرر ما لهم وما عليهم من جهة أخرى فسترى عجبا سيحاول بعض الناس اقناعك بأن ما تراه منطقيا وعقلانيا هو خلاف ذلك، وأن ما تراه باطلا هو حق في حقيقته. هوى الناس واندفاعهم يعميهم أحياناً عن رؤية الحق والوسط والمنطق ويلون رؤيتهم لحقيقة الموقف، يستوي في ذلك من يحمل درجة الاستاذية في الرياضيات والعامل البسيط، وإذا لم يفلح الناس في تمرير ما يريدون عليك فسيهاجمونك عن طريق اسباغ عبارات الاطراء والمديح على شخصك الضعيف.
* كلية المعلمين بالرياض |