استأنف مجلس الأمن الدولي اجتماعاته في الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أمس بتوقيت الرياض، وذلك لإجراء مشاورات حول مشروعي القرارين اللذين قُدِّما إليه بشأن الوضع بين باكستان والهند. هذا وقد رفض مجلس الأمن في الليلة قبل الماضية مشروع القرار السوفيتي ومشروع القرار الذي تقدمت به ثماني دول من الدول غير الدائمة في المجلس.
ولم يحصل المشروع السوفيتي الا على صوت واحد، وهو صوت بولندا. ثم رفض المجلس بعد ذلك مشروع القرار الذي تقدمت به الارجنتين وعدد آخر من الدول لاستخدام الاتحاد السوفيتي للفيتو. وهذه هي المرة الثانية التي يستخدم فيها الاتحاد السوفيتي حق الفيتو خلال أربع وعشرين ساعة. وقد حصل مشروع القرار على 11 صوتاً ضد صوتين، هما الاتحاد السوفيتي وبولندا، وامتناع فرنسا وبريطانيا عن التصويت. وكان هذا القرار يطالب بوقف اطلاق النار وانسحاب القوات المسلحة إلى مواقعها السابقة قبل نشوب القتال.
وتقدم بعد ذلك جاك موريزيه مندوب فرنسا باقتراح مزدوج يقضي بأن يظل مجلس الامن في حالة انعقاد لبحث المسألة المدرجة في جدول اعماله، ولكن يتم تأجيل الاجتماع لإجراء مشاورات بأسرع ما يمكن، ثم يعود المجلس للاجتماع بناءً على طلب رئيس المجلس بعد انتهاء هذه المشاورات.
وأكد مندوب فرنسا أن المجلس لن يتوصل إلى (صيغ للاتفاق) عن طريق اصدار قرارات جيدة الصياغة. وأضاف قائلاً: انه يمكن التوصل إلى أسس للاتفاق إذا كان لدى المجلس الاحساس المشترك بأنه يجب وقف جميع أعمال العنف وتشجيع الحلول السياسية والتي تسمح بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وفي راولبندي قال ناطق حكومي: ان باكستان لن ترفض أي حل سلمي للنزاع مع الهند طالما كان هذا الحل يحترم وحدتها واستقلالها. وقال الناطق في تعليقه على تحركات الأمم المتحدة الرامية إلى وقف أعمال العنف بين باكستان والهند: إن باكستان تريد ضم او احتلال أراضي أية دولة أخرى.
وأشار الناطق إلى البيان السوفيتي الذي ينحو باللائمة على عمل الحكومة الباكستانية في باكستان الشرقية كسبب في الازمة، والذي يحذر من أن الاتحاد السوفيتي لا يستطيع ان يبقى غير مكترث تجاه التطورات في شبه القارة.
وقال الناطق: ان هذا التحذير الذي وجِّه إلى باكستان كان يجب توجيهه بتبرير أكثر إلى الهند. وكانت الحكومة الباكستانية قد أعربت في وقت سابق عن استنكارها الشديد للطلب السوفيتي الداعي إلى استدعاء ممثلين عن بنغلاديش أمام مجلس الأمن.
| 
"زمان الجزيرة"