في هذه الأيام فتحت مدينة الطائف أبوابها لاستقبال المصطافين الكرام الذين عوَّدوها على زيارتهم لها كل صيف عام، أخذت تستقبلهم وسماؤها تذرف بالدمع الغزير دلالة على عمق المحبة التي تكنها هذه المدينة لزوارها في هذا الفصل، فنظرة إلى الروابي الخضراء والجبال الشاهقة والبساتين المزهرة والحدائق الغناء، نظرة إلى المدينة التي تشتهر بنسمات هوائها ومائها العذب القراح وشمسها الساطعة دوماً وسحبها المنتشرة على منازل وأراضي تلك المدينة التي يعجز اللسان عن وصفها، فإنها تشرع أبوابها لتقف أمامهم وهي مرتدية أحلى حللها في هذا الفصل الجميل، وكاسية ثغرها ببسمة رقيقة تسحر المصطاف بها لتجعله في بحبوحة من الانبساط والرفاهية، ثم إنها تفتش في جميع الجهات باحثة عن أغلى هدية لتقدمها لهذا الزائر الذي شدَّ رحاله إليها من مكان بعيد، فلا تجد أغلى من أن تقدِّم له تياراً من الهواء البارد النقي الذي يتخلل خلجات نفسه.
حسين سالم قحطاني |