الرأي الآخر
القلطة بين الرفض والقبول
هيا سعد - الطائف

يقال إن شعر النظم يحتاج إلى التفكير والترتيب والتنظيم.. على العكس تماماً من شعر القلطة الذي دائماً ما يركز على القافية والمعنى واللحن ودائماً ما يحتاج إلى سرعة البديهة والحضور الذهني السريع للشاعر..
- ولكن شعر القلطة متهم بإحياء النعرات القديمة وخلق بعض الفتن والمشاكل بين الشعراء.. وربما يكون السبب هو مشاغبة بعض الشعراء ومحاولتهم لخلق روح الدعابة والفكاهة ومحاولة منهم لاضحاك الحضور..
وهذه المشاغبة تكون عادة مرتبطة بهدف استثارة الشاعر الخصم ان صح التعبير.
- بعض شعراء القلطة ينفي وقوع هذه المشاغبة الشعرية.. ويقول إنه ربما يكون متفقا عليها مسبقاً من بعض الشعراء وقبل الدخول في الملعبه.
وبعض الشعراء يقول إن لكل شاعر هدفا معينا.. ويبدأ الشاعران في التحاور على هذا الهدف، سواء عرفه الشاعر الثاني أم لم يعرفه، وإذا لم يعرفه الشاعر الثاني فإنه يغير القافية على هدف ثانٍ..
- كما ان شعر القلطة متهم بأنه تحول الآن إلى تجارة بحته..؟! والدليل ان بعض الشعراء أصبح يطالب بزيادة المبلغ على صاحب الحفل وبشكل غير معقول.. ويزداد تضخم هذا المبلغ في حفلات الصيف.
- كما أن شعراء القلطة ينالون من الشهرة والأضواء الشيء الكثير وربما يعود هذا لحضورهم الحفلات وتزايد الطلب عليهم لاحيائها..
- بل ان المضحك في الأمر ان العروس ربما تشترط على عريسها أن يحيي حفل زفافهما الشاعر كذا وأن يكون الحفل في القاعة كذا...؟! لكي يستوعب أكبر عدد ممكن من الحضور الذين ربما يأتون لحضور هذا الزفاف حتى إن لم توجه لهم بطاقات دعوة..؟!
- لأنه بعدما يسمع الجمهور بأن الشاعر كذا سوف يحيي الحفل فإنهم يبدؤون في التهافت والحضور إلى الحفل، وربما قبل موعد وصول الشاعر لمكان الحفل بوقت مبكر..
- شعراء القلطة الآن أصبحوا يحضرون أكثر من حفلة وغالباً ما يتم تصوير هذه الحفلة ويتم بيعها في مكاتب متخصصة بالشعر والتعاقد مع الشعراء..
- والجميل في الموضوع أنه أصبح فيه تنافس شريف بين الشعراء لحضور أكثر من حفلة.. وأصبح أغلبهم يحرص على التسجيل في مكاتب حجز الشعراء.. حتى يتم الوصول إليهم بشكل أسهل وأسرع وبالتالي يتم التواصل بين الشاعر وجمهوره ومحبيه في كافة المناطق.
- وربما توجه الدعوة للبعض منهم لإحياء حفل في بعض دول الخليج العربي..
- وما دام ان الموضوع وصل بهم إلى خارج حدود الوطن.. نحن نقترح ان يكون هناك حفلة تضم كبار شعراء القلطة في المملكة وغيرها من دول الخليج العربي وان تكون دورية.. بهدف إيصال هذا النوع من الشعر الجميل إلى غيرنا وتعريفهم به ومحافظة عليه وتشجيعاً للشعراء كافة على مواصلة شعر القلطة وتأكيداً على استمراريته.
( هذه مجرد فكرة ربما تعجب البعض خاصة المتعطشين لشعر القلطة...)
أتمنى أن أكون سباقة في طرح هذه الفكرة.. وأن تتبناها أي جهة مسئولة وبالتالي نعيد (أمجاد حفلات المغترة) وبشكل أوسع بحيث يكون خارج حدود الوطن..
ونبتعد عن ضوضاء الشعر غير الهادف وعن المهاترات التي لاتهدف سوى للاضحاك فقط.