يعتقد البعض أن وضع كريمات موضعية ليس له تأثير سلبي على الجسم وهذه معلومة مغلوطة والصحيح أن الجلد يحتوي على أوعية دموية لها اتصال مباشر بالدورة الدموية والقلب والكبد والكلى وكل أحشاء الجسم دون استنثاء ، فيجب أن نعلم أن وضع كريمات الكورتيزون على الجلد لمساحة كبيرة ولمدة طويلة له نفس التأثير السلبي لأخذ علاجات الكورتيزون بالفم وقس على ذلك كل الكريمات الموضعية ، وقد انتشرت مؤخراً كثير من الكريمات التجارية غير الطبية وخاصة في الكريمات المبيضة للجلد ومن أهم المواد التي توضع في هذه الكريمات هما الزئبق والرصاص وقد انتشرت هذه المركبات وللأسف وخاصة من دول شرق آسيا وهي تباع في المشاغل النسائية بأسعار باهظة وهي فعالة جداً ونعم نعرف أنها فعالة ولكنها محظورة دولياً لأنها تسبب آثار سلبية على الكلى وقد عاينت بعض الحالات التي وجد نسبة من الرصاص والزئبق في البول بسبب قوة امتصاص هذين المادتين وترسبهما في الكلى مما له تأثير سلبي عليهما لذلك يجب أن نأخذ كل الاحتياطات من أي كريمات مركبة قبل استخدامها.
والمادة الثالثة التي انتشر استخدامها هو كريم يسمى ديرموفيت Dermovate وهو أقوى كريم كورتيزون يمكن استخدامه وله فعالية كبيرة لكثير من الأمراض الجلدية ويستخدمه كثير من أطباء الجلد ولكن لمدة محدودة ولمكان محدود وقد علم كثير من العشابين بذلك وخلطوه مع كثير من الأعشاب. لعلاج البهاق والصدفية وكثير من الأمراض الجلدية .
وقد كانت هناك فتاة تعاني من هشاشة في العظام وكسر في العمود الفقري بسبب استخدام هذا الكريم لمدة طويلة من الزمن وللأسف ، وهو يباع بأرخص الأثمان حتى أن البعض يسميه بالكريم السحري.
أما من ناحية كثير من التحذيرات من بعض المواد الكيميائية الموجودة في الشامبوات وصبغات الشعر وإنما تسبب سرطان للجلد فيجب أن نحذر من هذه التصريحات الصحفية لأنها غير صحيحة من حيث إننا نعلم أن معظم المواد الكيميائية إذا أعطيت بجرعات كبيرة للحيوانات تسببت في سرطانات ولكن الكمية المستخدمة في المواد التجميلية هي بسيطة جداً ولا تسبب السرطان.
وهذه هي نقطة الخلاف التي يجب أن نتوقف عندها ، فيجب أن لا نروع الناس إلا إذا كان هناك حالات مثبتة قد استخدمت هذه المادة الموجودة بالشامبو أو الكريم التجميلي وتسببت بسرطان وعلى حد علمي أنه لا يوجد أي حالة من هذا النوع وأنه مجرد الرجوع إلى التجارب الحيوانية التي أعطيت بجرعات كبيرة جداً ، وقد يقول قائل هل ننتظر حتى تتسبب في سرطان للإنسان حتى نتوقف عن أخذها أقول لا ولكن معلوم أن الأكسجين وهو الأكسجين الذي نستنشقه في الهواء إذا تغير كيميائياً قد يكون مسرطن ولكن أقول إذا عمل على الحيوانات تجارب بأي مادة كيميائية بالجرعات التي يستخدمها الإنسان وتسببت في حدوث أي مضاعفات فإن اللجان الصحية الدولية تحذر هذه المركبات مباشرة ولا ننتظر من أحد الباحثين أن يقول لنا في صفحات الجرائد إن هذه المادة مسرطنة تجنبوها ، إن هناك هيئات مواصفات ومقاييس عالمية تمنع وجود من هذه العلاجات التجميلية إذا كانت تحتوي على أي مادة مسرطنة مثبتة علمياً.
ويكاد لا يذهب أسبوع إلا وعدة من المرضى يسألون عن المواد المسرطنة التي يجب أن يتجنبوها في المستحضرات التجميلية.
أقول الأمر ليس بهذه البساطة ننتظر الدكتور لكي يقول لنا اجتنبوا أو لا تجتنبوا ، إن هناك مؤسسات عالمية تهتم بهذه الأمور.
وأقولها وبصراحة أن كل المواد الموجودة والمصرحة دولياً كمادة تجميل قد خضعت لعدة تجارب حيوانية وأثبتت أنها آمنة طبياً ( ولا يشترط للمواد التجميلية أن تكون فعالة ولكن يجب أن تكون آمنة ).
وبعد أن تثبت أمانها طبياً وخلوها من كل المخاطر يتم التصريح لها دولياً بالتداول والاستخدام.
أما ما يباع في السوق السوداء أخص المشاغل والمنازل فهذا يجب ألا يستخدم لأن المحتوى مجهول.
*استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر |