Saturday 17th July,200411615العددالسبت 29 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

السالفة السالفة
صناعة المسابقات الرياضية
أحمد الزهراني

من يشك أن المسابقات الرياضية لم تعد صناعة..! لا أعتقد أن هناك ثمة شك.. خصوصاً ونحن نرى أن قطار التطور والتقدم الرياضي - وللأسف - قد بات بعيداً عنا.. فمع مرور الوقت تزداد المسافة.. ومع توالي المناسبات الرياضية (العالمية) تتسع الفوهة بيننا وبين ذلك التطور الذي نقصده..!!
** هذه حقيقة.. أيقنت بها حين فرغت من مشاهدة أمم أوروبا.. بل وأعتقد أننا أصبحنا نملك جرأة التقييم وأفضلية المقارنة حين انطلقت كوبا أمريكا.. ولكني أتساءل - وبتردد - هل بالإمكان استمرار ذات الجرأة حين نشاهد النهائيات الآسيوية التي ستبدأ هذا اليوم..؟!
** وحُق لي أن أتساءل.. في الوقت الذي ما تزال في ذاكرتي - القريبة - أمم أوروبا التي نظمت بنكهة (البرتقال) وانتهت بختم اليونان السحري.. يا ترى.. هل نملك أدوات تلك الصناعة لكي نصنع منافسة راقية..؟! أو لنا أن نكتفي بالتقليد وليتنا ننجح في ذلك..؟! اكتفي بهذين السؤالين.. مع التأكيد على أنني لست من هواة التشاؤم أبداً.. ولكنني من أصدقاء الواقعية..!!
** حتى لو تمكنت دولة عظمى كما هي الصين في شيء من تلك المحاكاة التي أقصدها.. إلا أنها لن تستطيع سوى من الناحيتين التنظيمية والاخراجية فقط.. أما طبيعة المنافسة فتحتاج إلى صناعة لا تجيدها أغلب دول القارة بعد.. لذلك فهذه المحاكاة - إن تمت - بهذا الشكل المحدود، فهي لا تعني انتظار بطل جديد للقارة على وزن (اليونان) بالنسبة لتاريخ أبطال الأمم الأوروبية..!
** ولننظر إلى ما يتعلق بواقعنا الرياضي (العربي).. فسيظل حلما عربياً ذلك الذي نرى فيه مسابقاتنا على مستوى الأندية والمنتخبات نموذجاً يحتذى به في الرقي والتطور.. لا في كثرة التأجيل والتأخير على مستوى المنتخبات.. أو موهبة الركل والرفس التي ظهرت في بطولات الأندية.. والأخيرة كانت سبباً في إنشاء لجان داخل لجان من أجل اصدار عقوبات لا تحتمل التأخير.. في دلالة واضحة على ضعف الشخصية (القانونية) للرياضة العربية..!!
** الواقع شيء.. والأماني شيء مختلف.. لا بد ان نتفق على هذا.. ولنعترف ان مشكلتنا الحقيقية تكمن في اختراع الأخطاء.. أو في تكرارها بتفنن.. أو حتى في تهيئة الأجواء لارتكابها من دون علم.. والأمرُّ من هذا وذاك يكمن في صعوبة التغيير متى أحسسنا بالخطر.. عدا شيء واحد فقط أفلحنا فيه من حيث لا ندري.. ويجمع بين الحسنيين.. حيث القدرة على التغيير وضمان سرعته.. ألا وهو رؤوس المدربين وما أكثرها..!!
** لا أعتقد ان مسابقاتنا (العربية) ستتقدم قيد أنملة ان لم تحاكِ ذلك التطور (العالمي) وتقلده.. وذلك بما يتوافق مع طبيعة منافساتنا ومحدودية امكاناتنا.. أما مجاراته فأعتقد ان ليس لنا به حيلة الآن على الأقل.. فنحن في زمن اختلفت فيه المعايير وتغيرت فيه أطر التقييم ما دمنا نتفق على ان الرياضة أصبحت (صناعة)..!!
** لذلك فالوصول إلى شيء من ذلك المستوى المتقدم في المسابقات وبروعة تشمل (التنظيم والمنافسة والتشجيع والاخراج) ليس مستحيلاً.. ولكنه يحتاج إلى كثير من العمل والجهد والوقت.. بشرط توحد الهدف..!!
** ختاماً أقول.. ذلك أمر لن نبلغه ما دمنا نختلف - كثيراً - حتى على موعد إقامة أي بطولة.. ولن يتم ما دامت بطولاتنا تنتهي ومعها أمنيات - دائمة - بأن تنتهي كثير من الأخطاء التي نفاجأ بولادتها مطلع كل بطولة جديدة.. بينما هناك بطولات نتمنى أن لا تنتهي.. تماماً كما حدث في البرتغال..!!
التخطيط للهلال الجديد
** الملاحظ ان الإدارة الهلالية الجديدة بقيادة الأمير محمد بن فيصل تسابق في خطواتها عمرها الافتراضي المقدر له بموسم رياضي كامل.. كل ذلك حماساً ورغبة أكيدة ومحاولة جادة وعاجلة لإعادة الفريق الهلالي لمكانته المعهودة..
** ذلك أمرٌ بدا واضحا وجلياً للمتابعين منذ تشكيل مجلس إدارة النادي.. والذي ضم كفاءات (أكاديمية) متحمسة لخدمة النادي ومتفق عليها من الأوساط الهلالية.. وذلك يعد اللبنة الأولى في سبيل تهيئة أجواء العمل لصناعة النجاح المنتظر..
** أيضاً تتضح تلك الرغبة الجامحة من خلال الصفقات التي بدأت الإدارة في إبرامها لمواقع الضعف في الفريق.. وكذلك الرغبة في التعاقد مع مدرب (كفء) يستطيع الانتقال بالسفينة الهلالية لبر الأمان.. هناك.. حيث الساحل المقابل للمرحلة الانتقالية التي يعيشها الفريق..
** وبما أنها مرحلة انتقالية فالوضع يتطلب (تخطيطاً) مدروساً يجنب الإدارة الجديدة الوقوع في أمور شائكة.. أو (عقبات) محتملة أثناء الموسم.. قد لا يُحسب لها حساب.. وعليها كذلك الاستفادة من تجارب الادارات التي سبقتها.. سواء في تجارب النجاح.. أو حتى في الابتعاد عن الأخطاء.. وإشكالية تكرارها.. وبالتالي الوقوع في غياهب الفشل لا قدر الله..
** ولا يخفى على هذه الإدارة بقيادة الأمير الشاب أن التخطيط المدروس يعتبر (أساس) لنجاح أي عمل.. والقاعدة في ذلك لا ترحم.. فمن يفشل في التخطيط فقط خطط للفشل.. لذلك فوضع التصورات المستقبلية والخطوات المرحلية ابتداء ب (الأولويات) هو من يضمن السير بثقة نحو النجاح بعد توفيق الله عز وجل..
** ورغم انها مرحلة حساسة يمر بها النادي.. وتتطلب جهداً كبيراً وحلولاً جذرية وقرارات (جريئة) وحاسمة.. رغم كل ذلك إلا أن بوادر النجاح وأرضيته الخصبة في الهلال موجودة.. ولكنها - في ذات الوقت - ترتبط ارتباطاً وثيقاً (بتكاملية) العمل الهلالي الذي عرف عنه السير كمنظومة.. تبدأ بتكاتف (متبادل) بين أعضاء الشرف والإدارة.. يضمن استمرارية الدعم ودوام المؤازرة ويضمن - كذلك - تفعيل الدور المهم لأعضاء الشرف.. بالإضافة إلى وقفة الإعلام والجماهير التي تدرك تماماً أهمية المرحلة التي يمر بها الفريق وحساسيتها..!!
** كل التوفيق لإدارة النادي في ترجمة آمال وطموحات وتطلعات الجماهير الهلالية.. ذلك لأن عودة الفريق الهلالي لمستواه المعهود هو أمر لا ينتظره الهلاليون فحسب.. بل هو أمر تنتظره الرياضة السعودية بشكل عام.. أقول ذلك من منطلق أن الفريق الهلالي بانجازاته وبزعامته المحلية والعربية والآسيوية وبإمداده المتواصل للمنتخبات السعودية يعد إحدى الركائز المؤثرة في رياضة الوطن بأكمله..!!
تلميح.. صريح
** جريدة (الجزيرة) واصلت تميزها وتألقها بعد كشف الحساب السنوي لبطولات الأندية حين أبرزت دور القيادة الرياضية خلال عام من العطاء والبذل لشباب هذا الوطن..
** رد الرئيس (المستقيل) كان كافياً لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك (التشنج) الحاصل من بعض (المرشحين) بسبب انتقال اللاعب إلى النادي الكبير..!!
** هناك فرق كبير.. وبون شاسع.. بين أن يكون مضرب المثل للنجاح أو (للفشل).. أليس كذلك..؟!
** ثلاث لجان تجتمع من أجل اصدار عقوبة لما حدث من ركل ورفس في النهائيات العربية وما زلنا ننتظر.. الملاحظ ان اللجان تصغر وتصغر.. وأخشى أن تصغر العقوبة مع صغر اللجان أو.. تتلاشى..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved