اللحية بين المستحب والواجب

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...
اطلعت على مقال الكاتب الاستاذ محمد آل الشيخ المنشور في عدد يوم الأحد الموافق 23 - 5 - 1425هـ وقد أحسن الكاتب حينما تحدث عن التطرف والإرهاب، وهو بلا شك من المصائب العظيمة التي يواجهها العالم وبالأخص الأمة الإسلامية، ومنشؤه الجهل وقلة البصيرة بالدين والفتاوى الضالة المضللة، أسأل الله بأسمائه وصفاته ان يدفع عنا وعن بلادنا واخواننا المسلمين شر كل ذي شر، وأن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا.
وقد لفت نظري قول الكاتب أثناء مقاله ان توفير اللحية أمر مستحب وليس واجباً، ولا أدري من أين أتى الكاتب بهذه الفتوى المخالفة للنصوص الشرعية الصحيحة الدالة على وجوب توفير اللحية وارخائها، ولعلي اكتفي في هذا المقام بنقل فتوى سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله حول هذه المسألة، قال رحمه الله بعدما سئل عن حكم اعفاء اللحية (يجب على المسلم توفير لحيته واعفاؤها وارخاؤها امتثالاً لأمر سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين) متفق على صحته من حديث بن عمر رضي الله عنهما
وقال صلى الله عليه وسلم (جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس) خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ومعلوم ان الخير كله في الدنيا والآخرة إنما يتحقق بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، وان الشر كله في معصية الله ورسوله واتباع الهوى والشيطان، وقال في موضع آخر: (وهذان الحديثان الصحيحان وما جاء في معناهما كلها تدل على وجوب اعفاء اللحية وارخائها وعدم التعرض لها بقص أو حلق وعلى وجوب قص الشارب...)
انتهى كلامه رحمه الله انظر مجموع فتاواه ج3
أسأل الله سبحانه ان يوفقنا وجميع المسلمين للعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسير على طريقه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.