Saturday 17th July,200411615العددالسبت 29 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

آلية احتواء التطرف والإرهاب آلية احتواء التطرف والإرهاب
عبدالله راشد السنيدي

يتسم الإسلام بأنه دين سماحة وسلام واستقرار ورحمة وإنسانية وأن أسلوب الدعوة إليه ينبغي أن يكون بالحسنى.. {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وليس بالقوة والإكراه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كلف من ربه بحمل الأمانة ظل يدعو بني قومه رغم تشددهم ضده بأسلوب اللين والحسنى، بل إنه تحمل الأذى منهم ولم يقابله بمثله إلى أن هداهم الله للحق.
وما يقوم به بعض الشباب المغرر بهم من عمليات الإرهاب والقتل والدمار والترويع في مجمعات سكنية وأماكن عامة بدعوى أن ذلك جهاد ودعوة للإسلام لكون تلك المجمعات والأماكن يوجد بها جنسيات غير مسلمة ليست من الإسلام في شيء وتتناقض مع أهداف الإسلام ورسالته الخالدة، فغير المسلمين هؤلاء يعتبرون أهل ذمة ومعاهدين قدموا مثلاً للمملكة العربية السعودية التي تحدث فيها بعض هذه العمليات الإرهابية إما بطلب من الحكومة أو بطلب من رجال الأعمال للمساهمة بخبراتهم في التنمية الوطنية، والإسلام يحث على احترام المعاهدين وسلامة حياتهم.. (من قتل معاهداً فأنا حجيجه يوم القيامة) وفضلاً عن ذلك فإن هذه التصرفات تسيء للإسلام والمسلمين أمام العالم حيث تعطيهم الانطباع بأن دين الإسلام يدعو للقتل والتدمير وربما يؤدي ذلك إلى الإحجام عن الدخول في هذا الدين أو ارتداد بعض معتنقيه في حين أن العكس هو الصحيح وهو أن الإسلام دين رحمة وسلام وإنسانية، كما أن هذه الأحداث تؤدي إلى قتل أو إيذاء أناس أبرياء بل مسلمون وعرب منهم الأطفال والنساء وكبار السن، كما تؤدي إلى تشويه سمعة بلادهم وشعور الغير بأنها بلاد غير آمنة وغير مستقرة.
إن مكافحة الإرهاب وإبعاد واحتواء شباب الأمة عن التطرف والغلو تتطلب العديد من الجهود المشتركة.
ففي المجال التعليمي يجب أن تدرس الثقافة الإسلامية على أساس سماحة الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان وأنه لا يقوم على أساس الإكراه بل بالحكمة والحسنى، وأن هذه الديمومة للدين إلى أن يرث الله الأرض وما عليها تتطلب توافق الدين مع متطلبات كل عصر فيما لا يتعارض مع القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية، فالإسلام لا يناقض العلم أو المدنية أو التحضر بدليل أنه لم يورد سوى القواعد الأساسية والجزئيات الخاصة بالعصر الذي وجد فيه تاركاً الجزئيات الخاصة بالعصور اللاحقة لأهلها بحيث يضعونها بما لا يعارض أسسه الثابتة، وأن يكون هناك دقة في اختيار القائمين على العملية التربوية بحيث تكون أفكارهم بعيدة عن التطرف والغلو وأن يزرعوا في عقول الناشئة روحانية الإسلام وسماحته، وفي المجال الاجتماعي ينبغي أن تقف المجتمعات ضد التطرف والغلو وإنكارهما من أي كان وأن على كل أسرة متابعة أحوال أبنائها حتى لا ينجرفوا في هذا الميدان وإذا حصل وإن حدث شيء من ذلك فعلى الأسرة معالجته والتصدي له وعدم تركه حتى ولو أدى ذلك إلى الاستعانة بالآخرين في هذه المعالجة سواء من الدعاة المعتدلين أو الإدارات الحكومية المعنية بذلك بما أن على المجتمع التعاون مع الأجهزة الحكومية المعنية في معالجة هذه الظاهرة والعمل على اختفائها، وفي المجال الدولي ينبغي أن تتعاون الدول في سبيل مكافحة التطرف والغلو اللذين يؤديان للإرهاب حتى وإن كانت بعض هذه الدول خالية من ذلك فقد تدور دائرة الزمن وتصاب بداء التطرف والإرهاب لا سمح الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved