Saturday 17th July,200411615العددالسبت 29 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

القيادة الرشيدة في عمق الأحداث! القيادة الرشيدة في عمق الأحداث!
ناهد بنت أنور التادفي / عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

كما تمرّ النسمات الرطبة على جبهة حرّان، وكما يبلّل الغيث جدب الأرض، وكما تنثر النجوم بيارقها على صفحة السماء، فتبعث روح الجمال في قبّة الفضاء الكوني، وكما يهدّئ الإيمان قلوب الذاكرين، تأتي المكرمات سخية بعطائها.. مليئة بمعانيها الإنسانية لتعالج حاجة ناجزة عند مَنْ يعانون هنا وهناك.. فتشاركهم معاناتهم بنبلٍ وإنسانية.
وخير الأعمال أعمال الخير، وخير الخير ما يصل إلى المحتاجين والملهوفين والمستجيرين والمقهورين، يشد فيهم عزيمة الصبر، ويبعث في قلوبهم الثقة بأن التضحيات التي يقدمونها تجد أثرها وصداها عند الكرام.
ربما كان هذا أصدق وصف لما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من أجل إسعاد المواطن.. في مجال أمنه أولاً.. ثم في ميدان رخاء عيشه ثانياً.. ضاربة بذلك أروع الأمثال في حكمة القيادة وقيادة الحكمة.
كنا جميعاً نتابع عن قرب مجريات الأحداث، وقلوبنا هادئة مطمئنة مؤمنة بأن الله -سبحانه- هيَّأ لنا قيادة رشيدة لن تدخر وسعا لتعيد لهذا الوطن توهجه.. ولتحافظ على خصيصته الكبرى وهي الوحدة الوطنية الراسخة رسوخ العقيدة والإيمان في قلب كل مواطن.. فقد قامت هذه الدولة الكريمة منذ بدايتها على أساس ديني يجعل العقيدة في المرتبة الأولى من الاهتمام.. وظل قادتها يفتخرون بهذا الانتماء في كل مناسبة.. فلا عجب بعد ذلك أن تكون اللحمة بين القيادة والشعب قوية متأصلة الجذور.. ولتكون هذه الأحداث -بحق- اختباراً لصلابة الإيمان بحكمة الله تبارك وتعالى..
وفي أكثر من ميدان تتوالى العطاءات والمكرمات.. ففي المجال الاجتماعي نجد الدولة خير معينٍ للفقراء والمساكين، وخير راعٍ للأيتام والأرامل، وخير باذلٍ في سبيل رفع المسألة والعوز والحاجة عن كاهل كل من يكابد أو يعاني من مسألة، واليد الحانية التي فاض برّها وحنانها على المرضى والمعوقين، والمدارس والمعاهد ودور البرّ والملاجئ والمعاهد والمستشفيات والمستوصفات، وحملات الخير السنوية والشهرية واليومية، والعدل والحكمة والسداد والرشاد، ومراكز التأهيل والتثقيف الصحي والاجتماعي، ومشاريع لا تعد ولا تحصى كلّها لخير الناس.. تردد قول شاعر الدهر أبي الطيب المتنبي:


وأحسن وجه في الورى وجه محسن
وأيمن كف في الورى كف منعم

وفي جانب آخر، تعمل الدولة -وفقها الله- على تحديث قواتنا المسلحة، درع الوطن الأمين، وتنظيم وتدريب هذه القوّة الحامية للدين والوطن، وتؤكد في كل مناسبة الاهتمام بالإنسان السعودي، الذي هو الأصل في كل حال، ولتجعل منه بالصبر والتروي والتدريب وبتزويده بأرقى وأحدث ما توصل إليه العلم نموذجا للالتزام الوطني والديني والأخلاقي، الذي يرفع مستوى المعرفة، سواء العلمية أو الحياتية أو العسكرية، مع الحرص على التزود بأحدث صنوف الأسلحة، والحرص على تأهيل مستخدميها وتدريبهم على أحدث الأنواع، والتعامل الفاهم مع التكنولوجيا العسكرية، ومتابعة ما تفرزه من جديد وحديث، كيما يصل مستوى القوات المسلحة بشتى أفرعها إلى الحدّ المنشود ليجاري ركب العصر معرفة وتعاملاً، لتكون بذلك قادرة على حماية الوطن من عبث العابثين، وعلى رفع شأن المملكة في كل المحافل الإقليمية والعالمية.
وفي كل ميدان ثقافي أو اجتماعي عطاءات أخرى ومكرمات أخرى لهذه القيادة الرشيدة، وعلى رأس الكوكبة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسموّ ولي العهد الحافظ العهد الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وسموّ النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهم الله جميعا-.. هذه القيادة الكريمة تعدت خيراتها إلى مدّ يد الخير إلى كل من يسأل ويحتاج، ليس على المستوى الوطني والعربي فقط، بل على مستوى كل من اعتنق الإسلام ديناً في شرق الأرض وغربها، وكل من انتسب إلى الإنسانية.
وتتواصل مسيرة الخير لرفع شأن المملكة برجالاتها وشعبها وخيرها، ولحماية الدين الحنيف من كل تشويه وسوء، بما يقودنا إلى سدّة النجاح.. نحمد الله ونشكر فضله، فهو المنعم والمعطي، وهو على كل شيء قدير.
الرياض - فاكس 014803452


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved