إسرائيل تئن تحت وطأة الجدار

تلوح في الأفق ملامح هزيمة أخرى لإسرائيل بشأن الجدار العازل الذي تبنيه حكومة شارون في الضفة الغربية، بعد أن تلقت إسرائيل قبل أسبوع لطمة قوية من محكمة العدل الدولية التي طالبتها بتفكيك الجدار لعدم شرعيته وتعويض الفلسطينيين المتضررين من إقامته..
وبدت إسرائيل متيقنة من هزيمة أخرى في مجلس الأمن لكنها راحت تخفف من وطأتها بزعمها أن الأغلبية التي ستدعم القرار في الجمعية العامة هي أغلبية غير أخلاقية.
ويظهر التصويت الذي يجري في الجمعية العامة في كل مرة عزلة إسرائيل، إذ دائما ما تحظى قضايا فلسطين بمعظم الأصوات تاركة إسرائيل والولايات المتحدة وحدهما في الجانب الآخر.
وبالرغم من هذه الحقيقة التي تتكرر مرة بعد الأخرى فإن إسرائيل تصر على أنها تبني جداراً من أجل أمنها، وتؤيدها الولايات المتحدة فيما تذهب إليه، وللأسف فإن موقفا إسرائيليا كاملا ينطلق من هذه الدفوعات الكاذبة، وهذا يمثل موقف إسرائيل من السلام، أي أن إسرائيل تريد سلاما يقوم على الأكاذيب.
وتدور في أروقة الأمم المتحدة معركة حامية، إذ تحاول كل من الدول العربية وإسرائيل الحصول على الأصوات الأوروبية، وعلى الرغم من أن الجانب العربي يضمن بصورة تقليدية تمرير القرار الخاص بالجدار حتى في غياب الأصوات الأوروبية فإن التصويت الأوروبي يجلب المزيد من الأصوات الأخرى وفقا لما تمثله هذه الكتلة الغربية من ثقل سياسي واقتصادي، ما يعني أن أغلبية ساحقة من المجمتع الدولي تؤيد الحق الفلسطيني وفي ذات الوقت تنكر على إسرائيل مسلكها غير السوي وفي ذلك مزيد من الامتهان والذل لإسرائيل فضلا عن تجريعها مرارة هزيمة أخرى وهي لم تفق بعد من الصدمة الأولى..
وعلى الرغم من أن القرار الذي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم، إلا أنه يمثل خطوة في الطريق إلى مجلس الأمن الذي يستطيع أن يحول القرار إلى إجراء عملي يستوجب التطبيق، فالمشروع العربي سيطلب من الجمعية العامة إعادة تأكيد عدم مشروعية أي اكتساب للأراضي ينتج عن الاحتلال.
وسيطالب القرار إسرائيل بالتقيد (بالتزاماتها القانونية) طبقا لرأي محكمة العدل الدولية، وهكذا فإن إسرائيل تجهد من جانبها للحَوْل دون تصويت الأغلبية مع القرار لكنها متيقنة من خسارتها المعركة، ولهذا فقد فضلت اللجوء إلى الشتائم ووصف تلك الأغلبية باللاأخلاقية. . وهذا هو أسلوب العاجز..