في السنوات الأخيرة.. تبدلت أمور كثيرة.. واختفت عادات.. وظهرت عادات.. وقيل أن هناك أمور (فطرية) ذهبت .. وأن هناك مستجدات ظهرت.. وصارت سائدة.
** إلى قبل حوالي ثلاثين عاماً.. كان يندر وجود شخص يسهر إلى الصباح.. إلا إذا كان مريضاً أو في عمل ملازم به.. وكان السواد الأعظم من الناس .. ينام بعد العشاء مباشرة.. ويستيقظ للفجر.. ويكفيه هذا النوم.
** كان اتصالك بأي شخص بعد العاشرة أو العاشرة والنصف ليلاً.. خطأ كبيراً.. أما بعد الثانية عشرة ليلاً.. فالمتصل (ماهوب صاحي) ولكن اتصالك به الساعة السابعة صباحاً.. عادي للغاية.. بل هو من افضل الأوقات.
** الناس كانت تنام مبكرة.. والشوارع تكاد تكون خالية بعد منتصف الليل.. فقد تقف في الشارع لمدة عشر دقائق متصلة دون أن تمر سيارة أو يمر شخص يمشي.. وقد يصل الأمر إلى نصف ساعة.
** اليوم.. الأمور تبدلت.. حتى بالنسبة للشباب والعجائز.. وليس الشباب فقط.
** الكل .. أو الكثير.. يسهر ليلاً.. وينام نهاراً.
** الآن.. بوسعك أن تتصل بأي شخص.. الساعة الثانية عشرة والواحدة.. والثانية فجراً.. ولا مشكلة.
** الآن.. الناس كلها إلا القليل.. تسهر.. ولا تنام إلا بعد الفجر.
** اليوم.. يطلع الصباح.. وتشاهد شباباً يتسكعون في الشوارع لم يناموا بعد.
** واليوم.. لو اتصلت بشخص الساعة الواحدة ليلاً وقال.. نائم.. لربما أثار استغرابك .. ولربما قلت بينك وبين نفسك (وش هال الدجاجة اللي نايم من المغرب؟؟!!!) .
** لماذا كل هذا التبدل الخاطئ؟
** ولماذا صار الليل نهاراً.. والنهار ليلاً؟
** تسير الساعة الثالثة فجراً.. في أي شارع كان.. حتى لو كان شارعاً فرعياً.. فتعجز عن عبور الشارع إلى الجهة المقابلة.. من زحمة السيارات..
** كيف صارت الأمور هكذا؟
** وكيف تبدَّلت أوضاع الناس؟!
** إلى قبل ثلاثين سنة أو أكثر بقليل.. كانت الناس لا تعرف السهر حتى في رمضان.. إذ إن الكثير من الناس تنام في رمضان بعد التراويح مباشرة.. ولا تعرف شيئاً اسمه.. السهر على الاطلاق.. ورمضان وغيره.. سواء عندهم.
** وعندما بدأت مشاكل السهر بدأت في رمضان ثم امتدت إلى الاجازات.. ثم امتدت إلى أكثر أيام السنة.
** لستم في حاجة إلى أن نقول.. أن السهر ضارّ.. وأنه خلاف لطبيعة ونظرة الإنسان.. فكلكم تعرفون ذلك.
** ولكن نقول.. هل.. لإيقاع العصر.. دور في ذلك؟
** أو .. هل ذلك من مستلزمات العصر؟
|