موجز تاريخ الجنس البشري

حاول المؤلف مايكل كوك -المتخصص في التاريخ الإسلامي وأستاذ الدراسات الشرقية بجامعة برينستون- بطموح أن ينقل لنا في هذا الكتاب الشكل العام للتاريخ البشري خلال العشرة آلاف عام الأخيرة.
يقول كوك في كتابه ان الإنسان قد بدأ في القيام بأعمال ثورية مثل ثورة الزراعة، التي أكد كوك على أنها كانت بداية الحضارة، وأنها بدأت في الشرق الأوسط.كما ركز على تأثير البيئة والجغرافيا على الحضارة وهذا واضح في الفصل الذي تحدث فيه عن إفريقيا، حيث أكد على أننا نستطيع أن نتوقع تاريخ هذه القارة بالتفصيل.وتحدث عن فائدة الاتصال بالمناطق الشمالية في المناطق الأوروبية والآسيوية ووجود المناخ المناسب الذي أدى إلى نشأة وازدهار الزراعة واستئناس الحيوانات في وقت مبكر عن حدوث ذلك في الجنوب.وقد قام كوك أولا بتقديم صورة عامة لتاريخ المنطقة، كما يقوم بتحليل التنمية الثقافية التي حدثت فيها.كما يستعرض استكشافات مشوقة للشعر اليوناني والطوائف الصينية وطقوس الزواج بين الاستراليين الأصليين.وبالاتجاه نحو نهاية هذا الاستطلاع، فقد ذكر كوك موضوع نهوض الصناعة في بريطانيا وكيف أنها أنشأت تحديات مع باقي العالم.
وأحد هذه التحديات ذات العلاقة الوثيقة بالعصرية الغربية التي يؤكدها كوك- هو تأسيس مذهب العصمة الإسلامية.وأثناء قيام كوك بمجهود عظيم في تغطية الموضوعات الرئيسية الخاصة بتاريخ العالم، فإن قصته قد بدت في بعض الأوقات ذات أسلوب معالجة شامل حيث احتوت على العديد من المعلومات الشيقة كما اشتملت على 15 خريطة و30 صورة إيضاحية لهذه الخرائط.ويعتبر كوك باحثا في التاريخ البشري أكثر منه قاصا له.وقد جاب الكثير من بقاع العالم معتمداً على خبرته في التاريخ الإسلامي لاستكشاف الصين والهند وأستراليا والأمريكتين وأوروبا.وكما فعل جيوفري بليني في كتاب (تاريخ قصير عن العالم 2002)، عرّف كوك انتهاء العصر الجليدي الذي ساد الكرة الأرضية بأنه حدث بيئي رئيسي ومركزي بالنسبة للإنسان وتطور الحياة على الأرض.لكن على العكس من كوك، قام بليني بالتركيز على الجوانب السياسية في حين ركز كوك على الجوانب المادية والثقافية مثل الزراعة والكتابة والممارسات الاجتماعية والدينية.
ويمثل هذا الكتاب رؤية شاملة تتصل بكيفية معالجة التاريخ العالمي منذ ازدهار الزراعة وحتى سقوط برجي التجارة العالمية.
فهو يطرح بعض الأسئلة مثل: لماذا كان التاريخ البشري مكتظاً بالأحداث عبر الألفيات القليلة السابقة؟ ولماذا حدث ذلك؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك بأسلوب راديكالي مختلف؟ وماذا يجب أن نفعل للتصدي للدور غير المتكافئ للغرب في تشكيل العالم الذي نعيش فيه الآن؟