تاريخ البن وكيف غَيّر عالمنا!

إن لنبات البن تاريخ غني ومضطرب في نفس الوقت، منذ أن تم اكتشافه في إحدى الغابات الإثيوبية منذ قرون مضت، وذلك طبقا لما ذكره المؤلف ورجل الأعمال مارك بندرجراست. فالبن يحتل المرتبة الثانية بين السلع النفيسة المسموح بها قانوناً بعد النفط، كما يقول مؤلف هذا الكتاب.
وقد يغير فنجان من القهوة أسوأ الأيام التي يمكن أن يحتملها الإنسان، كما يمكن أن يزوده ويمده بأهم لحظات التأمل، كما أنه يمكن أن يعيد إليه الرومانسية من جديد، كما أن تاريخ البن حافل بالجدل والسياسة.
وكتاب (تاريخ البن وكيف أنه غير العالم) يحمل بعض الموضوعات الهامة والشيقة التي تدفع القراء إلى المزيد من البحث والقراءة لمعرفة الكثير عنها. ومما يثير الدهشة أن محلات البن قد انتشرت على نحو موسع مع بدء الثورات الفرنسية والأمريكية. كما أن البن قد أصبح المشروب المفضل في بريطانيا في أواخر عام 1600م، وأخيرا، أصبح المشروب الوطني الأمريكي المفضل.
أورد بندرجراست أيضا بالتفصيل موضوع اختلاف أصناف البن المحلي في الولايات المتحدة ومروره بفترات الكساد والرواج، ودور الإعلان عن السلع في الصناعة، والتأثير الاقتصادي العالمي لأسعار البن، وظهور بائعي الجملة والتجزئة المتخصصين في بيع البن.
وفي النهاية، استعرض الكتاب الآثار الاجتماعية والبيئية للبن، كما ألقى الضوء على المحاولات الحالية للحفاظ على هذه الثروة الرائعة من البن، وكيفية حمايتها بيئيا من الاندثار في الدول المنتجة للبن مثل البرازيل وغيرها. كما ضمّن بندرجراست في الكتاب ملحقاً بعنوان (كيف تصنع فنجاناً مضبوطاً من البن؟) وهذا الكتاب كتاب جيد بالنسبة للقراء المحبين للاستطلاع حول التاريخ والآثار التي يحدثها فنجان القهوة الصباحي في الإنسان والمجتمع، وأيضا المهتمين إلى حد كبير بالجانب الإداري من هذه الصناعة الهامة.
ويأخذنا المؤلف في جولة واسعة عبر الأساطير والطرائف الشائعة حول اكتشاف البن مثل بائع الماعز الذي تعجَّب من أن ماعزه ترقص على أرجلها الخلفية وتنطح أحداها الأخرى وذلك بسبب تناولها أوراق من شجر البن أثناء تجوالها في المراعي، وتجمع الناس في المقاهي لاحتساء القهوة وتجاذب أطراف الحديث.
كما يركز بندرجراست على تأثير البن الأمريكي على الاقتصاديات والثقافات العالمية وعلى التاريخ السياسي والاقتصادي لأمريكا اللاتينية. كما يؤكد على دور الإعلان عن سلعة البن والذي يلعب دوراً رئيسياً في اتساع السوق الأمريكية.