أخذ القلق يساور مديري الاستثمار العالميين للمرة الأولى منذ مطلع عام 2001م من جراء توقعات الضعف في الاقتصاد العالمي وقد ساعد على ذلك استشراف التباطؤ في نمو ارباح الشركات مع ان المخاوف من التضخم قد تضاءلت حدتها نوعاً ما.
ويشير مسح مديري الاستثمار لشهر تموز (يوليو) إلى اتجاه نحو التشاؤم حول الاقتصاد على نطاق عالمي، حيث تتوقع اكثرية 10% من المديرين ان تصبح الحالة الاقتصادية (نوعاً ما أضعف) أو (أكثر ضعفاً) من الآن إلى سنة. ففي حزيران (يونيو) كانت أكثرية 9% من المديرين تتوقع العكس أي ان الحالة الاقتصادية كان يتوقع ان تكون (اقوى بكثير) أو أن تصبح (اقوى قليلاً).. ويُذكر ان اكثرية 43% من عدد المديرين كانوا يتوقعون تطورات ايجابية.
وقد صرح دافيد باورز، كبير مصممي الاستثمار العالمي في شركة ميريل لينش: (ان الشعور بالحيوية الذي شاهدناه في مطلع السنة بأن العالم سيحظى بانتعاش دوري متناسق قد تلاشى وبينما ليس هناك شعور بأن الفتور الاقتصادي وشيك الوقوع، لكن يظهر بوضوح لدى مديري الاستثمار انهم أقل ثقة من السابق بأن الانتعاش الحالي يمكن ان يستمر).
وهناك اكثرية 2% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون ان تتحسن الارباح على نطاق عالمي في الشهور الاثني عشر القادمة نزولا من 11% في حزيران و 16% في آيار (مايو) و 47% في نيسان (ابريل).
في هذا العالم الاستثماري الحذر تلوح بعض الاستثناءات منها الموقف من الاسهم اليابانية والين، حيث ما فتىء الشعور يتحسن باطّراد. ثمة اكثرية 47% من موزعي اموال الاستثمار هم من المستثمرين في سوق الاسهم اليابانية وان اكثرية 40% من مديري الثروات يرون ان مستقبل ارباح الشركات اليابانية هي الاكثر اشراقاً في العالم. كما أن اكثرية 24% من المستثمرين يعتقدون ان اسعار الاسهم اليابانية هي الارخص على النطاق الدولي وان اكثرية 31% منهم بوده التوظيف في السوق اليابانية في الشهور الاثني عشر القادمة. والمهم هو ان اكثرية 39% يعتقدون ان سوق صرف الين هو حاليا ادنى من قيمته الاساسية.
ويقول السيد باورز: (ان هذه الآراء القوية التي تصب في صالح اليابان هي نوعاً ما مستغربة فاذا كان المستثمرون يعتقدون ان الاقتصاد العالمي آخذ بالضعف فاليابان هي مكان غريب يمكن اللجوء إليه حيث كثير من شركاتها هي عرضة للتأثر بالعوامل الدورية..) كما أن هناك عاملاً خطيراً اضافياً بالنسبة إلى اليابان هو أن المستثمرين متشائمون تجاه الاقتصاد الصيني الذي هو مُسهِم مهم في النمو الياباني. ان اكثرية 39% من الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون ان تكون الصين (اضعف قليلاً) أو (اضعف كثيراً.. في السنة القادمة). وهذا موقف سلبي ظهر منذ ثلاثة أشهر.
في هذه الأثناء يُعرض المستثمرون بطريقة متزايدة عن الاسهم الأمريكية حيث أكثرية 30% من مديري الثروات يخففون من استثماراتهم فيها و 43% منهم اختاروا الولايات المتحدة مكاناً ينأون عنه استثمارياً في الاثني عشر شهراً القادمة. ويمكن القول ان هذا اسوأ تصنيف تلقاه الاسهم الأمريكية منذ ان احتدمت فضائح الشركات في مطلع عام 2002م. واذا أمعنّا النظر في توقعات التضخم والسياسة النقدية لرأينا ان عدداً اقل من السابق قلق من مستقبل ارتفاع الأسعار، حيث 72% من المستثمرين يتوقعون أن يكون التضخم (أعلى بكثير) أو (اعلى قليلاً) على نطاق عالمي نزولاً من 87% في حزيران. ينتج عن ذلك أن ثمة 53% (فقط) يعتبرون السياسة النقدية (منشِّطة) كثيراً نزولاً من 64% منذ 4 اسابيع.
وبالرغم من ذلك فان توقعات ارتفاع اسعار الفائدة هي منتشرة على نطاق واسع، حيث 94% من مجموعة مديري الثروات يتوقعون ان تكون اسعار الفائدة (أعلى كثيرا) أو (اعلى قليلاً) في السنة القادمة، نزولاً من 97% في حزيران ثم ان 83% من كبار المستثمرين يرون حصول ارتفاع آخر في سعر الفائدة الأساس خلال ثلاثة اشهر، بينما 14% ينتظرون ان يحصل الارتفاع في الاشهر الستة القادمة.
|