أكد الكاتب المعروف الأستاذ علوي طه الصافي أن قيام الأمن وترسيخه في عقل ونفس كل مواطن في المملكة هو من أهم وأنبل الأسس والقواعد التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، هذا الكيان النهضوي الذي ننعم بالعيش الآمن على ترابه، صحراء، وسهلاً، وساحلاً، وجبلاً، ووادياً.
وأشار إلى أنه بغياب الأمن لا تقام دولة متحضرة، ولا تتحقق تنمية وطنية، ولا تنهض تنمية حديثة، جاء ذلك في معرض تقديمه لكتاب الأمن فطرة الحياة والإعلام سمة العصر، للباحث الأمني اللواء عبدالرحمن أبكر الياسين، الذي صدر مؤخراً عن دار طويق للنشر والتوزيع.
وأضاف الصافي قائلاً في مقدمته:
إن المؤلف يربط الأمن بالظواهر الإنسانية الاجتماعية، والاقتصادية، والتجارية والثقافية العالمية مثل العولمة.. والإعلام.. إلخ، هذه الظواهر التي تستقطب اهتمامات الإنسان المعاصر.. وتشكل همومه القائمة.
وهو في الوقت نفسه تلمس من خلال كتاباته اهتمامه الجيد بثقافته الدينية الإسلامية، مما يعكس التزامه الديني.. وهذا هو توجه كل مسلم صادق مخلص.
وقال الصافي: حين طلب مني الصديق العزيز اللواء المستشار الأمني (عبدالرحمن أبكر الياسين) أن أكتب مقدمة لكتابه هذا الذي وسمه بعنوان: (الأمن.. فطرة الحياة، والإعلام.. سمة العصر) قبلت هذا الطلب انطلاقا من تقديري لثقافته، واعتزازي بصداقته. إلى جانب أنه سبق لي الاطلاع على كتابيه المطبوعين: (الإرهاب، والعولمة والأمن) الذي أحسبه من الكتب الرائدة في هذا المجال.
وأشار الصافي إلى أنه لم يفاجأ حين أعطاه المؤلف مخطوطة هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، لأنني أعرف إصراره الفكري والنفسي على مواصلة مسيرته الكتابية التي تدعمها ثقافته العلمية في حقل (الأمن)، فهو يحمل شهادة (الماجستير) من خلال أطروحته التي قدمها في (أكاديمية نايف للعلوم الأمنية) بمدينة الرياض.. وكانت بعنوان: (الإرهاب باستخدام المتفجرات).. هذا إضافة إلى تجربته العملية والميدانية التي اكتسبها خلال أكثر من ثلاثة عقود من حياته، قضاها متنقلاً في العديد من المناصب، والمسؤوليات الأمنية منذ تخرجه من الكلية إلى تبوئه مرتبة(لواء) قبل إحالته على المعاش رغم أنه ما يزال في مقتبل العمر بنشاطه، وفكره، وتفكيره.. والدليل على ذلك هذا العطاء الفكري من خلال الكتب التي صدرت له.. والكتب التي ستصدر في المستقبل باذن الله.. أقول والكتب التي ستصدر له في المستقبل لثقتي في طموحه المستمر.
فهو بعد أن أحيل على المعاش لم يخلد إلى الراحة والدعة متباهياً برتبته العسكرية الأمنية الرفيعة لإدراكه الطموح أن الرتبة العسكرية التي وصل إليها ليست نهاية المطاف بالنسبة لحياته كمواطن.. إحساساً منه بأن دوراً آخر ينتظره، متمثلاً في عطائه الفكري الذي ترفده ثقافته.. وتجربته العلمية الميدانية غير القصيرة.. إذن، فإن كتابه هذا، والكتابين السابقين له هي نتاج ثقافة وتجربة وخبرة.. ومن هذا المزيج قدم لنا ما يمكن أن نطلق عليه (التثقيف الأمني).. أو (أدبيات الأمن) لتعم الفائدة فتشمل المواطن غير الاختصاصي.. كما تشمل رجل الأمن العسكري الاختصاصي. لهذا فإن (أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية) في المملكة العربية السعودية، لها أن تفخر بأمثال اللواء عبد الرحمن أبكر الياسين بصفته من الثمار اليانعة الفاعلة لهذه الأكاديمية العربية العريقة رغم عمرها القصير زمنياً.. الكبير عطاء وفاعلية. وأخيراً، لا أريد أن أفسد على القارئ متعة قراءة هذا الكتاب.. والاطلاع على محتوياته.. كما استمتعت شخصياً بقراءته.. سائلاً الله أن يوفق الجميع لما فيه خير ديننا، وأمتنا، وبلادنا الإسلامية المترامية الأطراف.. وما ذلك على الله بعزيز.. وبه نستعين على أمور ديننا ودنيانا.
|