Saturday 17th July,200411615العددالسبت 29 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

الرِّيُّ أَنْتِ الرِّيُّ أَنْتِ
أحمد صالح الصالح - مسافر /مكَّة المكرمة

الشَّوْقُ.. يَحْدُو إليكِ الرُّوحَ والبَدَنَا
وَتَسْتَحِثُّ خُطَايَ الدَّرْبَ وَالزَّمَنَا
إليكِ أغْلَى حَبيباتِي.. ومُلْهِمَتِي
تَلَفَّتَ القلبُ.. حتى أتعبَ الشَّجَنَا
وأَرْسَلَ العَيْنَ تَسْتَجْلِى مَرَابِعَهُ
والذِّكْريَّاتُ أفاضَتْ دَمْعَهُ الْهَتْنَا
سَرَى إليكِ.. فؤادٌ لا يُتَيِّمُهُ
إلاَّ هَوَاكِ.. فأصْغَى للهوى أُذُنَا
للشِّعْرِ فيكِ حديثٌ.. كلُّ قافيةٍ
تُغْرِي الحِسَانَ ويُحْيِي بَوْحُهَا الدِّمَنَا
غَنَّاكِ يا حُلْوَتِي.. قبْلِي رَوَائِعَهُم
مَنْ قَلَّدُوكِ حِسانَ الشِّعْرِ ومْضَ سَنَا
مَنْ سَارَتِ الأرضُ رُكباناً بشِعْرِهمُ
فكُنْتِ في شِعْرِهِمْ أَحْلَى الرَّوِيِّ غِنَا
وكنتِ قافيةً للعشقِ مُورِقَةً
تعيدُ للحرفِ نبضاً ينْضَحُ الوَسَنَا
فَيْحَاءُ.. أيُّ حروفٍ سوفَ يُلْهِمُنِي
هذا المساءُ وفيكِ القلبُ قد سَكَنَا
وأنتِ.. فوقَ ثَرَاكِ الحسنُ أَجْمَعُهُ
أَوْحَى إلى الشِّعرِ أحلى ما رآه هُنَا
رآكِ.. فَيْنَانَةَ الأغصانِ.. دَانِيَةً
ثِمارُها.. فَأَلانَتْ غُصنَها اللَّدِنَا
الأرضُ بستانٌ.. ما مرَّ الصَّبَا سَحَراً
عَلَيْهِ.. إلاَّ لها من طِيبهِ الحَسَنَا
أَلْهَمْتِ ما منحَ الأشياءَ رَوْعَتَهَا
فَاسْتَأْسَرَ الحسنُ هذا القلبَ حَيْثُ رَنَا
عُنَيْزَةٌ.. أخَذَ التِّرْحَالُ ذاكرتِي
إلاَّكِ.. يا دوحةً طابتْ فلذَّ جَنَى
ألسْتِ.. أهلاً وداراً ذكرياتِ صِبَا
وحلوةً.. في هواها القلبُ قد فُتِنَا
أيَّامُك الغُرُّ.. لا أنسى مواسِمَها
أيامَ كانَ الصِّبا غَضًّا رَفِيفَ سَنَا
أيَّامَ كانَ أبي يُلْقِي إليَّ يَداً
من الحنانِ وكانَ الدفءَ والسَّكَنَا
وكانَ يملأُ عمري من أُبُوَّتِهِ
وكانَ حبُّكِ أغلى ما رواهُ لَنَا
عُنيزةٌ.. إنْ نأتْ أرضٌ وإنْ بَدَنٌ
فأنتِ في كلِّ أشيائي أراكِ أَنَا
أراكِ بينَ حروفِ الشِّعرِ حاضرةً
وفي حقائبِ رحلاتي وعبْرَ دُنَا
أَتْعَبْتُ قافيتي فيها.. وأتْعَبَنِي
هذا السُّرى.. فإذا قلبي إليكِ حَنَا
لا تَعْتِبِي.. أنتِ في بالي وذاكرتِي
وأنتِ حبٌّ.. شُغافَ القلبِ قد سَكَنَا
أراكِ في كلِّ حسناءٍ تُتَيِّمُنِي
حبيبةً.. حُسْنُها لا يُشْبِهُ المُدُنَا
إليكِ قلبُ هوَى.. عيناكِ تطلبُهُ
وفيكِ أَتْعَبَ خيلاً وامتطى سُفُنَا
وما ارتوى بعدُ مَهْمَا ذاقَ من شَفَةٍ
الرِّيُّ.. أنتِ.. فكُنْتِ الماطرَ الْهَتْنَا
عُنيزةٌ أيُّها الأحبابُ.. مُخْصِبَةٌ
بحُبِّكُمْ.. عَانِقُوا في حُبِّها الوَطَنَا
مُدُّوا إليها يداً بالبرِّ حانيةً
يدٌ تُشِيدُ وأخرى تُبْدِعُ الْحَسَنَا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved